نجح فريق جراحي متخصص في مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالقصيم، في إنهاء معاناة مريضة في العقد الثاني من العمر، عانت لسنوات من الهزال الحاد والغثيان والاستفراغ المتكرر وعدم تقبل الطعام، حتى وصل وزنها إلى «42» كيلوجراماً وكتلة جسمها إلى «16»، وطولها «160» سم، بالإضافة إلى تعرضها لنوبات من الآلام المزمنة بالبطن يصاحبها أصوات غير طبيعية.
ذكر ذلك الدكتور عبدالله البراك استشاري طب الجراحة العامة وجراحات المناظير، رئيس الفريق الطبي المعالج، والذي أضاف أن المريضة راجعت المستشفى بعد رحلة علاجية طويلة لم تتكلل بالنجاح، بسبب سوء التشخيص وعدم دقته. وبعد التقييم السريري والفحوصات الدقيقة بمستشفى الدكتور سليمان الحبيب، بينت نتائج الأشعة المقطعية إصابتها بمتلازمة «ويلكي» Superior mesentric artery syndrome ، وهي احدة من أندر اضطرابات الجهاز الهضمي المعروفة في العلوم الطبية، ومهددة للحياة، ويحدث فيها ضغط على الجزء الثالث من الاثنى عشر بواسطة الشريان الأبهر البطني والشريان المساريقي الأعلى.
مضيفاً أن المريضة خضعت لعملية دقيقة باستخدام تقنيات المنظار المتطور، وتم فيها «تجاوز» منطقة الانسداد، وإعادة توصيل بين الاثنى عشر والأمعاء الدقيقة في عملية استغرقت 90 دقيقة، ولله الحمد تكللت الجراحة بالنجاح التام، إذ تحسنت حالة المريضة في الساعات الأولى بعد العملية، وانتهت لديها كافة الأعراض السابق ذكرها، وقد تلقت رعاية طبية فائقة على مدار 3 أيام، خرجت بعدها لمنزلها وهي بصحة جيدة، بعد أن بدأت في تناول الطعام واستعادة قواها.
وأكد الدكتور البراك بأن متلازمة ويلكي تعد من الحالات الطبية النادرة جداً، شارحاً بأنها تصيب الأمعاء الدقيقة مسببةً ضغطاً عليها، الأمر الذي يؤدي إلى منع العصارات الهضمية من الانتقال عبر الاثنى عشر والتسبب في انسداد الأمعاء الدقيقة، وتراكم ما يتناوله المريض عند نقطة الانضغاط، مما يتسبب في اتساع وتلف الاثنى عشر والمعدة. مضيفاً بأن هذا النوع من العمليات يحتاج إلى فريق طبي يتمتع بالكفاءة والمهارة والتمرس، بالإضافة إلى مستشفيات متخصصة تحظى بإمكانيات وتجهيزات متقدمة.