قليلة جداً هي الكَلِماتُ السِّمانُ العِظام، الّتي تساوي الواحدةُ منها ألفاً مِن غيره في حقِّ هذه المناسبة العظيمة «ذكرى البيعة الثامنة» لتولي مولاي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم، وإن من نعم الله المتواليات، ومن عظيم أرزاقه المتعاقبات، على هذه البلاد، أن خصَّها بالولاة الأفذاذ الأماجد، والساسة الأخيار الأساعد، على مر العصور المتعاقبات، من أصحاب المناقب العليَّة، والمكرمات الندية، القادة الأفذاذ حتى هذا العهد الزاهر، الخصيب الباهر، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه- وسمو سيدي ولي العهد الأمين -حفظه الله- وإن لذكرى البيعة شعوراً عظيماً في تذكر الأثر الذي جعل المملكة العربية السعودية قطباً مؤثّراً في جميع المحافل الدولية في ظل التوجيهات الكريمة من سيدي خادم الحرمين الشريفين - أيَّده الله - ورؤية سيدي ولي العهد -حفظه الله- الرؤية المباركة المنقذة 2030م بالغ الأثر في جعل المملكة العربية السعودية رائدةً في التنمية الحديثة وجعلها رمزاً للدولة العصرية التي تتمسَّك بثوابتها وموروثها الديني والثقافي، ولا تتنازل عن خصوصيتها، وفي الوقت نفسه تنطلق برؤيةٍ عصرية تجعلها محط احترام كل العالم حتى صارت بلادنا بحمد الله واحةً للأمن والأمان والاستقرار والسلام، وأصبحت في مصاف الدول المتقدمة في مجموعة G20 لأهم عشرين اقتصاداً حول العالم، إن بلادنا المملكة العربية السعودية وخلال سنوات قليلة كان حضورها السياسي والاقتصادي لافتاً على مستوى العالم، وحتى أصبحت دولةً للسلام والتسامح، وإن من بركة هذا العهد الميمون أنه أسهم بتحقيق عمقٍ استراتيجيٍّ، ورؤى رشيدة مؤثرة، ترسم ملامح مستقبل متوازن، وتكرس معاني عظيمة للولاء، والحقيقة أنه مع هذا العمل المتواصل والسعي الحثيث إلا أن الوطن كان يواجه مجموعة من التحديات ولكن من لديه رؤية تتطلع إلى مجتمع متقدم، وهمه أن ترى عينه الرضى على وجه كل مواطن حتى بذل ما يمكن للوصول لتسهيل حياته ومعيشته، اتخذ خلالها هذا القائد - أيده الله - قرارات صعبة وجريئة من أجل أن يحقق لهذا الوطن تنمية مستدامة تنعم بها أجيال بعد أجيال بإذن الله، بدا إصلاحاً اقتصادياً كبيراً، ثم تبعها برسم السياسات الخارجية العظيمة لتوحيد شمل الأمة العربية ولملمة جراحها، اتخذ الكلمة الحليمة والكرم المنهال، ثم الموقف الحازم، اللذين أعادا رسم العدل وتحقيق المن، وإغاثة الملهوف، في حقيقة الأمر أن الحديث ليعجز، والأحرف لا تفي بمكنون الفؤاد، كيف لا والمعبر عن الفرحة والسرور بذكرى بيعة عظيم من عظماء المسلمين، وإمام فذ، ووالٍ عادل، وحاكم رشيد، والحديث عن منجزاته في هذه الحقبة الممتدة بإذن الله يتطلب مجلدات، لأنها تحققت وعاشها المواطنون واقعًا حيًّا، وتزداد أهميتها إذا ما استشعرنا الظروف التي أحاطت بنا، والفتن التي عصفت بدول، وغيرت أحوالاً، وبدلت واقعًا، ونحن نعيش لحمة وطنية قوية، ووفاءً وحباً متبادلاً بين القيادة والشعب، وأمناً وأماناً، ورغداً وهناءً، إنها الثمان السّمان وكفى.