هذه الأيام نعيش احتفائيتنا بالذكرى الثامنة لمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله- وكأنها البارحة، حين نتذكر مقامه الرفيع يلقي كلمة أمام شعب هذا الوطن الكبير (المملكة العربية السعودية)، بثته شاشة تلفزيوننا الرسمي، وفيها أكد سلمان بن عبدالعزيز، أن المملكة في عهده ستستمر على النهج نفسه الذي سار عليه أسلافه، وأكّد في كلمته تلك التي عزّى فيها الشعب السعودي بوفاة الملك عبدالله، بأننا -بحول الله وقوته- سنظل متمسكين بالنهج القويم الذي سارت عليه هذه الدولة منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز - رحمه الله - وعلى أيدي أبنائه من بعده -رحمهم الله.
واعتبر الملك سلمان أن الحكم في وطننا أمانة عظمى شاء الله أن يحملها، وسائلاً الله أن يمده بعونه وتوفيقه.
من المستحيل أن نختصر إنجازات خادم الحرمين الشريفين في فترة توليه الحكم ضمن سطور معدودة، فما فعله سلمان بن عبدالعزيز تعتبر كل جزئية من تلك الأفعال هي لحالها منفردة تحتاج لحديث طويل مسهب، تكفي شجاعته في الإقدام على التغيير، وشجاعته في فتح صفحات جديدة، وشجاعته في دخول مراحل غير مسبوقة، عبر تحديث منظومات الدولة كافة، وتطويع الإستراتيجيات لتفتح مجالات واسعة للحريات وتمكين المرأة، وتنظيم كل جوانب الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والرياضية، ومحاربة الفساد.
ثمانية أعوام من العمل اليومي مضت علينا، ووطننا يتبدل ويتطور، واجهنا تحديات كثيرة، ثبتنا في وجه أخطار أحاطت وهددت وطننا، ثبات ملكنا - أيده الله - وقوته وثقته بإخلاص شعبه، كانت هي السلاح الذي اعتمد عليه في دحر تلك التهديدات، إذ كلما استُهدفت هذا الوطن الآمن خرج المخلصون من شعبه يدافعون عنه من دون دعوة أو طلب سواء كان على الحدود أو في وسائل التواصل الاجتماعي، أي إساءة أو تطاول على ملكه يأتي ضده الرد قاسياً وقوياً من شعب سلمان بن عبدالعزيز، فهو يظل الرمز الذي نرتبط به ويرتبط وطننا هذا باسمه.
الآن وبعد ثمانية أعوام المملكة العربية السعودية في أمانة ابنها البار الملك سلمان، تطلعنا وأملنا للمستقبل يبدأ عبر الدعاء لهذا القائد بطول العمر، وأن تتوالى السنين علينا - سنة بعد سنة - وذكرياتها ونحن في ظل قيادته وحكمته وحزمه وعزمه وأمله وإنسانيته.
ثمانية أعوام حقق فيها مشروع خادم الحرمين الشريفين الإصلاحي الكثير، وسنواصل البناء عليها لسنوات -بإذن الله- في خدمة المملكة العربية السعودية وتطويرها وحمايتها، بتتالي الأجيال المخلصة الوفية، وبجهود التحسين والتطوير، والأهم بروح التغيير للأفضل.
الأمور تتبدل مع مرور الزمن، لكن في حالتنا المملكة العربية السعودية نجد أن المكسب الأكبر، حجر الزاوية الذي لا يتبدل، كما الذهب النقي الأصلي الذي لا يصيبه الصدأ، هو حب الملك سلمان - أيده الله - لشعبه، وتوازي ذلك مع حبهم لمقامه الرفيع.
بالتالي حينما يوصف سلمان بن عبدالعزيز بأنه «ملك الحزم والعزم والأمل والإنسانية»، فلأنه فعلاً ملك قلوب شعبه بالعدل والإنصاف، سكن فيها وازدانت صورته في وجدانهم بعزمه وأمله في اتخاذ أي موقف لازم لمواجهة أي ظرف أو أزمة في المنطقة، هو سلمان الإنساني الذي له مواقف مشهودة في معمل الخير والإحسان.
ملكنا «سلمان» هو الذي لا نقبل المساس به، وما دونه رجال مخلصون هم سياج وحصن، مثلما هو السياج الحصين الذي يغطينا جميعنا.
في الذكرى الثامنة لك كملك، نتمنى لك العمر المديد يا خادم الحرمين الشريفين، ندعو الله أن ينصرك ويحميك ويسدد خطاك، وأن يحفظ وطنك، وأن يزيده من فضله، وأن يديم عليه نعمه الظاهرة والباطنة ويحفظها جل شأنه من الزوال.
سلمان بن عبدالعزيز، كل عام وأنت «الملك» الساكن في القلب، فالمملكة العربية السعودية وشعبها مدينون لك بالكثير.