الجزيرة - الرياض:
تشارك المملكة في القمة العربية بالجزائر بوفد سعودي رفيع برئاسة سمو وزير الخارجية نيابة عن خادم الحرمين الشريفين، لتأكيد حرصها على الحضور الفاعل في القمة، من أجل تعزيز العمل العربي المشترك، وتقوية التضامن العربي بشكل شامل، بما يحقق آمال وتطلعات الدول العربية وشعوبها في التقدم والرخاء والازدهار.
حيث تؤكد رؤية المملكة للمستقبل العربي المشترك على ضروري السعي لجعل العالم العربي مركزاً اقتصادياً وثقافياً مؤثراً في العالم، بما يعكس المقدرات الاقتصادية والثقافية والتاريخية للدول الأعضاء.
وتعد المملكة العربية السعودية من الدول العربية السبع التي أسست جامعة الدول العربية، انطلاقًا من إيمانها وإدراكها المبكر لأهمية دعم وحدة الصف العربي في مواجهة التحديات والمتغيرات التي مرت بها المنطقة العربية آنذاك، وما شهدته المنطقة العربية من منعطفات سياسية كبيرة أثرت على معظم الدول، حيث شاركت في وضع اللبنات الأساسية الأولى لتأسيس الجامعة وتوج ذلك بموافقة الملك عبدالعزيز - رحمه الله - على بروتوكول الإسكندرية، والإعلان عن انضمام المملكة رسميًا للجامعة في ذلك العام. فضلاً عن نصيبها السنوي المعلوم في ميزانية جامعة الدول العربية، قدمت المملكة بحسب منصة المساعدات السعودية، دعماً مالياً للبرامج العامة للجامعة العربية بقيمة 140.8 مليون دولار، منذ العام 1995 وحتى 2019، إضافة إلى تقديم مبلغ 8.5 ملايين دولار مساعدات إنسانية وإغاثية في حالات الطوارئ.
كما أسهمت المملكة على مر عهود ملوكها -رحمهم الله- حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه- في دعم أعمال الجامعة العربية، لاسيما ما يتعلق بدعم وحدة الصف العربي، وتفعيل قراراتها التي تخدم هذا الهدف، ومساندة القضايا العربية المعادلة، ومن أهمها القضية الفلسطينية التي قدمت من أجلها العديد من المبادرات.
كما أكمل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- المسيرة النيّرة، عبر دعمه لكل ما يهم الشأن العربي، ومن ذلك ما أكده -أيده الله- في كلمته التي ألقاها خلال أعمال القمة العربية الـ26 المنعقدة في شرم الشيخ بمصر، من أن موقف المملكة ظل كما كان دائماً مستنداً إلى ثوابت ومرتكزات تهدف جميعها إلى تحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة، وعلى أساس استرداد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إنشاء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. يشار في هذا الصدد الى انه قد عقدت على أرض المملكة ثلاث قمم عربية، فخلال الفترة من 16 - 18 أكتوبر 1976م، وبدعوة من المملكة عقدت في مدينة الرياض، قمة عربية مصغرة شملت 6 دول عربية، بهدف وقف نزيف الدم في لبنان، وإعادة الحياة الطبيعية إليه واحترام سيادته، وإعادة إعماره، ثم عقد مؤتمر القمة العربي العادي الثامن في القاهرة خلال الفترة من 25 - 26 أكتوبر 1976، وتم خلاله المصادقة على قرارات وبيان وملحق القمة العربية السداسية في الرياض، داعياً الدول العربية كل حسب إمكاناتها إلى الإسهام في إعادة تعمير لبنان والالتزام بدعم التضامن العربي.
كما استضافت المملكة في 28 مارس 2007 القمة العربية العادية وأكد القادة العرب في (إعلان الرياض) الذي صدر في ختام القمة ضرورة العمل الجاد لتحصين الهوية العربية ودعم مقوماتها ومرتكزاتها. وفي 15 أبريل 2018، استضافت مدينة الظهران أعمال القمة العربية التاسعة والعشرين، وأعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- تسمية القمة بـ «قمة القدس»، وقال -أيده الله-: «ليعلم القاصي والداني أن فلسطين وشعبها في وجدان العرب والمسلمين»، كما أعلن الملك المفدى تبرع المملكة بمبلغ 150 مليون دولار لبرنامج دعم الأوقاف الإسلامية في القدس، كذلك تبرع المملكة بمبلغ 50 مليون دولار لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى «الأونروا».