د. محمد بن أحمد غروي
صدر قرار ملكي بتأسيس الصندوق السعودي للتنمية عام 1974، ساعيًا لدعم وتنمية الدول النامية من خلال المنح والقيود الميسرة ودعم البنية التحتية والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ويعد الصندوق السعودي مشروعًا دوليًا إنسانيًا مرتبطًا بشراكة إستراتيجية مع مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، ومن بين مشروعاته الإنسانية في آسيا تأسيس مساكن آمنة للنازحين الروهينغا داخل ميانمار ومراكز إعادة تأهيل للاجئين الروهينغا في تايلاند.
ويعدُّ الصندوق الممول للمشروعات الإنمائية في الدول النامية، حيث يعطي الأولوية للدول الأقل نموًا وذات الدخل المنخفض والأشد فقرًا والدول ذات الاحتياجات التنموية الأساسية والتي تواجه تحديات اقتصادية واجتماعية.
وتشير التقارير الأخيرة بأن عدد مستفيدي دول القارة الآسيوية 30 دولة من مشروعات الصندوق السعودي للتنمية بـ 261 مشروعًا تجاوزت تكلفتها 27 مليار ريال.
ففي سيريلانكا ساهم الصندوق في تمويل مشروعات للخدمات الصحية والطرق والتعليم الجامعي، أما في فيتنام فوصل إجمالي إسهامات الصندوق في مشروعات تنموية خلال الأعوام الماضية إلى 615 مليون ريال من بينها مشروعات إعادة تأهيل المناطق المتضررة من الفيضانات، أما في المالديف فقد بلغ إجمالي المشروعات للصندوق المليار ريال كان أكبرها في تطوير مطار إبراهيم ناصر الدولي.
وموّل الصندوق في إندونيسيا مشروعات بقيمة مليار ونصف المليار ريال سعودي منها تمويل مشروع صغار المزارعين والمزارع الجديدة لإنتاج السكر بإندونيسيا في محافظة جنوب كلمنتان واستصلاح أراضٍ تبلغ مساحتها 4600 هكتار، وتمويل المزارع النموذجية وصغار المزارعين السابع بالمنطقة الرابعة في جنوب بنجكلو بإندونيسيا لاستصلاح وزراعة 6000 هكتار لنخيل الزيت وتطوير جامعة مولانا مالك إبراهيم مالانق في جاوة الشرقية.
أما باكستان الأوفر حظًا والمستفيد بمشروعات الصندوق السعودي للتنمية، بلغ إجمالي المساهمات حوالي 2590.
4 ملايين ريال سعودي في قطاعات كبرى مثل الكهرباء والطاقة والطرق.
وامتد خير الصندوق لكل دول العالم بما فيها العمق الآسيوي الذي يرتبط بالمملكة بعلاقات قوية ومتينة للمساهمة في دفع عجلة التنمية، فالأثر التنموي الذي أشادت به الخارجية الباكستانية في مشروع الطاقة النظيفة للمدارس استفادت منه 620 مدرسة، لتوفّر الخدمات التعليمية لأكثر من 150 ألف طالب وطالبة.
وتشكل إسهامات الصندوق السعودي للتنمية ركيزة مهمة دعم وتطوير مشاريع البنية التحتية التي تشكّل أهمية كبيرة لحياة الكثير من المستفيدين، وتسهم في تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية للجماهير ودفعت إسهامات الصندوق الأمين العام لوزارة التربية والثقافة والبحوث والتكنولوجيا في إندونيسيا، الدكتورة سوهارتي للإشادة بجهود الصندوق السعودي للتنمية في دعم المشاريع والبرامج الإنمائية وخاصة في قطاع التعليم، موضحة أن المشروع السعودي بتطوير جامعة إبراهيم مالانق تعزز فرص التعليم والتعلّم الذي ينهض بالمجتمعات ويعد مفتاحًا للتنمية المستدامة.