سلطان المواش - الرياض:
انطلقت أمس في مدينة جدة أعمال الاجتماع الرابع عشر للجنة الدائمة لرؤساء مرافق الأرصاد الجوية والمناخ بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية برئاسة الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد الدكتور أيمن بن سالم غلام، ويهدف إلى تعزيز العمل المشترك فيما يتعلق بالأرصاد الجوية ومهامها ومسئولياتها، والتركيز على القضايا الإستراتيجية لمستقبل الأرصاد وأثرها على المنطقة، إضافة إلى استعراض التحديات المناخية.
وأوضح الدكتور أيمن غلام في كلمته الافتتاحية للاجتماع، أن حجم التحديات الكبيرة التي تواجهنا بسبب تصاعد الظواهر الجوية الحادة والتغيرات المناخية المتسارعة على منطقة الخليج، يوجب علينا البحث بجدية علميًا وعمليًا في الحلول المناسبة والفرص المستفادة التي تساعدنا في مجابهتها، والحد من آثارها وتوسيع دائرة التعاون والتنسيق فيما بين دول المجلس، وإعداد الخطط المشتركة التي تسهم في ذلك.
وأشار إلى ما حققته اللجنة الدائمة خلال المرحلة الماضية من تعاون مثمر في كثير من المواضيع المشتركة، والتنسيق في تبادل الخدمات الأرصادية الذي تعد أبرز الأعمال التي أنجزت مؤخرًا ولابد علينا مواصلة الجهد في هذا الجانب للوصول إلى ما نصبو له، وما يحقق طموح دولنا وقياداتها الرشيدة والتي لم تألُ جهدًا في دعم قطاعات وأعمال الأرصاد، ويتضح ذلك في حجم الإمكانيات التي نحظى بها في دول المجلس مقارنة بغيرنا من الدول، وهذا يتطلب منا الاستفادة الأمثل خاصة في التعاون والتنسيق المشترك والاستفادة من الخبرات والقدرات البشرية والفنية بما يحقق الفائدة للجميع.
وأكد الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد أن المملكة العربية السعودية أولت اهتمامًا كبيرًا بقطاع الأرصاد من خلال القرارات السامية الكريمة باستقلالية القطاع من خلال إنشاء المركز الوطني للأرصاد وصدور نظام الأرصاد ولائحته التنفيذية، إضافة إلى إطلاق حزمة من المبادرات الوطنية والإقليمية والتي تعكس اهتمام الدولة -رعاها الله- بقطاع الأرصاد ودوره في البرامج والخطط والمشاريع التنموية ودعم توجهات المملكة إقليميًا ودوليًا فيما يخص قطاع المناخ، ومن أبرزها المركز الإقليمي للتحذير من العواصف الغبارية والرملية، وبرنامج استمطار السحب إضافة إلى مركز التغير المناخي.
وبيَّن أن المملكة ممثلة في المركز الوطني للأرصاد تنفذ عددًا من المبادرات الوطنية ضمن رؤية المملكة 2030 والتي أسهمت في نقلة نوعية لأعمال الأرصاد التشغيلية ودقة المعلومات، وعززت من دور قطاع الأرصاد وعلاقته بالمناشط المختلفة، ومنها مبادرة تطوير النماذج العددية لتحسين دقة توقعات الطقس ومبادرة زيادة التغطية الجغرافية ومبادرة منظومة معلومات الأرصاد والإنذار المبكر حتى تجاوزت دقة توقعاتنا 95 % وعلى مساحة لا تتجاوز 1 كلم ولله الحمد.
من جانبه قدم رئيس قطاع شؤون الإنسان والبيئة بالأمانة العامة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عادل خليفة الزياني، شكره لحكومة المملكة لاستضافتها أعمال اجتماعات الدورة الحالية والجهود التي قامت بها لدعم العمل الخليجي المشترك في المجالات كافة والنجاحات الكبيرة تحت قبة مجلس التعاون، مثمنًا الدعم السخي لقطاع الأرصاد والمناخ والذي يأتي في قمة أهمية وأولوية العالم ككل لارتباط هذا الجانب بحياة ومقدرات الإنسان وفي علاقته بالكوكب.
ومن المقرر أن يناقش الاجتماع المنعقد على مدى يومين بجدة، تحسين كفاءة وفاعلية منظومة التعاون المشترك ومناقشة ظاهرة العواصف الرملية والتغيرات المناخية على منطقة الخليج.