«الجزيرة» - أحمد العجلان:
قبل أكثر من عام وتحديداً في سبتمبر من عام 2021 أطلق الأستاذ ياسر المسحل رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم إستراتيجية تحول الكرة السعودية بحضور سمو وزير الرياضة الأمير عبدالعزيز الفيصل وبوجود رؤساء الأندية وجمع كبير من الإعلاميين، وقد كان إطلاق الإستراتيجية في حفل بهيج وجميل وقدم خلاله المسحل عرضاً رائعاً يؤكد الفكر الكبير لدى الأستاذ ياسر واتحاده الموقر، ولكن هذه الإستراتيجية على الورق مذهلة وفي الواقع من الصعب نجاحها ولو تم تطبيقها بحذافيرها فستكون إستراتيجية وخطة عمل ناقصة ولا يمكن أن تحقق أهدافه والسبب المباشر في ذلك (قلة الملاعب)، والمعروف أن اتحاد القدم من حقه أن يحلم ولكن تلك الأحلام ليست في يده، بل في يد غيره وتحديداً وزارة الرياضة التي لديها القدرة والميزانيات والأراضي التي من الممكن أن تستثمرها بزراعتها لتكون ملاعب رياضية، العجز الموجود حالياً في الملاعب لا يمكن أن أصفه فهناك ملاعب قليلة جداً مقابل فرق كثيرة ومسابقات كثيرة ورغبة في المزيد كما أنه أصبح لدينا حالياً دوري للسيدات وهذا يزيد من احتياجنا للملاعب وهنا لا أتحدث عن الإستادات الرياضية فقط، بل عن ملاعب التدريب فلو أخذنا مدينة مثل مدينة الرياض على سبيل المثال فمن الوهلة الأولى نحن نعرف أن أندية العاصمة هي الهلال والشباب والنصر والرياض والدرعية وكلها لديها منشآت، ولكن حقيقة الأمر أن هناك أندية كثيرة لا يوجد لديها منشآت وتتدرب في ملاعب وزارة الرياضة في الرياض وعلى سبيل المثال (سدوس - ساجر - الشعيب -الوصيل- العرض - المزاحمية) وكل هذه الأندية تشارك بفئات سنية مختلفة ( ناشئين - شباب - فريق أول) وفي المقابل ماذا لدينا من ملاعب للتدريب (رديف الملز - ملعب عرقة - ملعب الصايغ) وفي الآونة الأخيرة أصبح استخدام (ملعب إعداد القادة) أمر صعب في ظل وجود أكاديمية مهد، وهنا سأوجه الرسالة بشكل مباشر للأمير عبدالعزيز الفيصل وأقول لسموه تخيل يا سمو الأمير 18 فريقاً باعتبار الست الفرق لدى كل فريق 3 فئات يتدربون على ثلاثة ملاعب فقط كيف ستكون المواعيد وكيف ستكون الصيانة وأرضية الملاعب وكيف ستتطور تلك الفرق وكيف سيصنعون لاعبين ويقدمون مواهب، الأمر يستحق التوقف يا سمو الأمير والمبادرة بشكل سريع بوضع حلول سريعة وأخرى للمستقبل فإستراتيجية اتحاد القدم تقول بأنهم يسعون لتنظيم 50 مسابقة وأتساءل كيف سيكون لدينا مسابقات بدون ملاعب، هذهالمعاناة في الرياض فقط ومن المؤكد أن المناطق الأخرى يوجد لديها معاناة مماثلة أو أقل أو أكثر فمثلاً أخبرني مسؤول في نادي أبها أنهم لا يتدربون في مقر النادي بسبب صغر حجم الملعب وهذه السلبية لا تتحمّلها وزارة الرياضة الحالية بقيادة الأمير عبدالعزيز لأن مشروع منشأة النادي بدأ قبل تولي سموه منصب الوزير ولكنه بالتأكيد هو تحدي آخر يواجه الوزارة لوضع حلول له.
أخيراً أقول لسمو وزير الرياضة عبدالعزيز الفيصل الذي وصفه سمو ولي العهد -حفظه الله - بالوزير الشغوف نحن شعب نحب كرة القدم ولدينا مساحة كبيرة لتتطور هذه الرياضة ولكن لا يزال لدينا عجز في الملاعب بشكل عام وملاعب التدريب بشكل خاص وسموك رياضي متمكن وتدرك ماذا يعني ملعب التدريب لذلك فأملنا في سموك كبير لمواجهة هذا التحدي ومساعدة اتحاد القدم في نجاح إستراتيجيته نحو الوصول لرياضة كرة قدم متطورة ومتفوقة.