إيمان الدبيّان
هي الأقرب للناس اتصالاً، هي الأكثر للمجتمع تفاعلاً، هي الأعم لكل الفئات تعاملاً، إنها وزارة التعليم التي تَهُم كثيرا كل الأفراد والأسر والعائلات، يكاد لا يخلو بيت من معلم أو طالب أو أكاديمي أو موظف له ارتباط مباشر أو غير مباشر بهذه الوزارة التي هي منجم لكل الناجحين والمتميزين من أبناء الوطن وحتى المقيمين؛ لذا تتنوع وتتزايد الطلبات والأمنيات والتوقعات من المجتمع وتتغير بتغير المستجدات بعضها منطقي وآخر تعجيزي، بعضها جوهري وغيرها شكلي لا يتعدى النقاش حول الإجازات وعدد الفصول الدراسية الثلاثة التي أجدها ناجعة إذا طبقت وأديرت بأسلوب أفضل مما هي عليه الآن، فلا يكون الهدف زمني بحت ويضاف فصل دراسي ثالث على أوراق التقويم الدراسي الزمني، وإنما يُفَعّل في الدراسات العملية والبحثية والميدانية، وفي الأنشطة الطلابية الإثرائية علميا وترفيهيا وفكريا ورياضيا ولغويا وبحثيا وفنيا.
وزارة التعليم التي غُيِّبَت فترة زمنية ماضية ببعض مناهجها السقيمة، وبعض مشرفيها من رجال ونساء يُقيّمون المعلمة على شكل زيها ولون ثوبها وهل اقتربت من حواجبها أم تركتها كما يريدون شعثاء غبراء، ومدى التزامها بلبس عباءتها على رأسها وتغطية كامل وجهها، والمعلم على طول أو قصر ثوبه ولحيته، والطلاب بحقائبهم وما عليها من صور كرتونية بريئة وقصر الجوارب خاصة للبنات، وبعض معلمين جعلوا النار والقبور محتوى إذاعاتهم ومرتكز نشاطاتهم، وبعض أولياء أمور على كل جديد مفيد معترضين، فأي تعليم هذا الذي بفضل الله ثم بفضل رؤية سعودية عظيمة نَفَضَت غبار التخلف، و سلبيات التأخر عنه فأصبحنا ننافس على المراكز الدولية ونحقق من خلال هذه الوزارة نجاحات عالمية في مختلف العلوم التطبيقية والعصرية الحديثة؛ ولكننا مع هذا ما زلنا نحتاج إلى مزيد من تغيير وتطوير في المناهج والكوادر والبيئة والأساليب التعليمية والتربوية الفكرية والتقنية، وتكثيف الشراكات مع القطاع الخاص، وحتى نصل إلى ذلك أقترح وجود هيئة لتطوير التعليم العام والعالي كل على حدة، يرأسها وزير التعليم وتضم أعضاء ممن هم في ميدان التعليم ممارسة وخبرة وتعليما بمشاركة أعضاء من الوزارات الأخرى كوزارة الصناعة ووزارة الصحة ووزارة الدفاع وغيرها من الوزارات التي قفزنا في مجالها قفزات رائدة وأصبح لنا كلمتنا الصناعية والدفاعية والصحية وصياغة قرارات العالم الأساسية في الطاقة والسياحة والآثار والبيئة، نعم نحتاج هيئة تعليم تُطوِّر وتَصدُر من قبتها القرارات المتعلقة بالعملية التعليمية من طلاب ومعلمين وأيام دراسية وإجازات سنوية أو مطولة خاصة بالطلاب أو شاملة للكوادر التعليمية معهم، وعدد ساعات اليوم الدراسي وغيرها من القرارات دون تأثر ببقاء وزير أو رحيله، فلا يأتي مثلاً وزير يقرر التقويم المستمر ثم يأتي غيره ويلغيه، أو آخر يقرر ثلاثة فصول دراسية وآخر يبقي فصلين، التعليم لا يحتمل القرارات الفردية ولا يُصنع إلا باستراتيجيات ومخرجات وأهداف باستشارة فرق متخصصة جماعية، دون إغفال لأهمية تدريس بعض المواد عن بعد كمواد الدين واللغة العربية والإنجليزية، وإعطاء الطالب والمعلم خيار التعليم الكامل عن بُعد في المراحل الثانوية، وإضافة مواد ومناهج تُعلم وتُثقف الطلاب في أمورهم الخاصة الزوجية والجنسية معتمدة على الأسس الفقهية المرنة ومرتبطة بالأحوال الشخصية، فيكون المُخرَج طلابايحملون فكرا، ويُشِعون وعيا، ويتحملون مستقبلا، ويتميزون حاضرا، ويحققون للرؤية أهدافا وبرامج.