رقية سليمان الهويريني
عجلة التنمية تدور وها هي المملكة تنعم بدخولها الفعلي لمرحلة التغيير والتجديد والتحضر عبر حراك إنساني واقتصادي نشط ورؤية ثاقبة تتسم بالحزم، وتأكيدٍ على محاربة الفساد، وإصرار بالقضاء على جيوب التطرف، وعزم على إنهاء مراحل سابقة تسببت بالتقهقر لنهضة بلدنا.
وفي هذا الوقت بالذات تتطفل بعض الدول وتتدخل بصفاقة في السياسة التي تنتهجها الحكومة لتيسير حال البلاد ومصلحة المواطنين ورفاهيتهم، وتتهمنا بالتحكم في كمية إنتاج النفط وأسعاره مما قد يؤدي بزعمهم لإلحاق الضرر بمصالح الدول المستوردة، فضلاً عن التلميح بخرق حقوق الإنسان باللمز في الأساليب التي تتخذها الحكومة مع بعض أبناء شعبها الذين اقترفوا خطيئة أو أخلوا في العقد الاجتماعي المشروع.
وما تفعله بعض الحكومات بالتدخل في الشأن المحلي لبلادنا يعد مخالفة صريحة لقانون عدم جواز التدخل في الشؤون الداخلية الذي أُعلن سنة 1981، واستخدام حقوق الإنسان كوسيلة للتدخل في بلدنا يعد مخالفة أُخرى لميثاق الأمم المتحدة، فضلاً عن كونه تجاوزاً صارخاً على سيادة الوطن.
ومما يدعو للفخر هو ترحيب الحكومة السعودية لردة فعل الولايات المتحدة الأمريكية حول إعادة تقييم العلاقات بين البلدين، لأن حكومتنا ترى أننا في طور التغيير في كل شيء، فهي تمارس حقها المشروع أمام كل من قد يتطاول على سيادتها في كيفية تنفيذ مشاريعها أو إنفاذ قوانينها، وتقف سداً لحماية أمنها الوطني، وترفض أي تكهنات تسيء لمكانة بلدنا.
ولعل ما حصل سابقاً من توتر في العلاقات مع تركيا وكندا واتخاذ إجراءات سعودية صارمة وحازمة وسريعة هو رسالة لكل دولة تتهور وتتدخل في تسيير شؤوننا السياسية والاقتصادية أو تمس سيادة بلادنا الحبيبة، وأي طيش ورعونة هو مايجعل حكومتنا تفكر بتقييم وتقويم العلاقات الدبلوماسية دون قطع للعلاقات، مع ترجيح ميزان المصالح المشتركة.
ولا شك أن مواقف المملكة الحازمة من تصرفات بعض الدول هو موقف العزة والتعامل مع الدول بالندية والغضب حين يساء إلى سيادتها واستقلالها، وهو موقف القوة والفخر والشموخ.
وكما هي بلدنا بلاد الإنسانية فهي بذات الوقت بلد الحزم والكرامة، وهي أحرص على مصلحة استقرارها من الآخرين.