خالد محمد الدوس
لا شك أن استقبال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله - في مكتبه مؤخراً لاعبي المنتخب السعودي الأول لكرة القدم وأعضاء الجهازين الفني والإداري الذي يجري هذه الأيام استعداداته لخوض منافسات كأس العالم 2022 التي ستُقام في دولة قطر في نوفمبر المقبل.. يشكِّل حافزاً كبيراً للأخضر في مشواره القادم في كأس العالم، وهي المسابقة الأكبر والمحفل الأشهر التي لم يغب فيها منتخبنا الوطني عن المشاركة في بطولة كأس العالم منذ أول مشاركة فاعله له عام 1994 في الولايات المتحدة الأمريكية إلا في مناسبتين فقط محققاً بذلك رقماً قياسياً باعتباره المنتخب العربي الأكثر مشاركة في النسخ المونديالية على مدى الـ 28 عاماً الأخيرة باستثناء نسختي كأس العالم في جنوب إفريقيا 2010 والبرازيل 2014 ولم يغب فيها الصقور الخضر في المحفل العالمي والحدث الأكبر كروياً.. مما يؤكد التطور الكبير الذي تشهده الرياضة السعودية في ظل دعم لا محدود واهتمام منقطع النظير من القيادة الحكيمة بعد أن حققت رؤية المملكة الطموحة (2030) وخلال السنوات الخمس الأخيرة مكاسب كبيرة وقفزات نوعية في مجال الرياضة الذي يعد واحداً من المجالات المستهدفة لتحقيق المنجزات البطولية والمكتسبات الإيجابية وفق الآمال المعهودة والتطلعات المنشودة محلياً وعالمياً.. ولعل تأهل المنتخب السعودي لكرة القدم إلى نهائيات كأس العالم 2022 هداف إستراتيجي سعت إليه رؤية مملكتنا الاستشرافية 2030 من خلال تطويرها للرياضة السعودية وكرة القدم على وجه التحديد في ظل رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ومتابعة عرّاب الرؤية ومهندسها سمو ولي العهد الأمين - حفظهما الله-. وتأتي مشاركة الأخضر في كأس العالم في قطر بالغة الأهمية كون هذه المنافسات تعد أكبر المحافل الرياضية في العالم وتحظى بمشاهدة ما يزيد عن مليار نسمة في أنحاء المعمورة فضلاً عن الحضور الرسمي في مثل هذه المنافسات يكون على مستوى رؤساء وملوك الدول. ولذلك جاء هذه المبادرة المتمثلة في استقبل سموه الكريم للاعبي المنتخب السعودي وتهيئتهم التهيئة النفسية العالية الكفيلة بإزالة الكثير من الضغوط الإعلامية والجماهيرية الموجهة للاعبين, وبالتالي إطلاق قدراتهم الفنية لتقديم الأفضل في المونديال المقبل, عندما قال -حفظه الله- (أنا أعرف أن مجموعتنا صعبة في كأس العاللا أحد متوقع منا حتى التعادل أو نفوز ما أريد قوله هو خلكم مرتاحين واستمتعوا في البطولة ولا أريد أحد يكون تحت ضغط نفسي يؤثر على أدائكم الطبيعي), وبالطبع حديث سموه الكريم عن أهمية الإعداد النفسي الجيد وإبعاد اللاعبين عن الضغوط النفسية في مثل هذه المنافسات العالمية يمثِّل أقوى عوامل التفوق الرياضي, ففي عالم المستديرة دائماً الفريق الذي يسيطر على الجانب النفسي يتفوق وينتصر ميدانياً, وهذا ما يجسّد النظرة الثاقبة لسموه الكريم والمعرفة التامة بكل التفاصيل وإيصال الفكرة بحس رفيع لنجوم الأخضر في مشوارهم القادم لتقديم حضور مشرِّف يواكب آمال محبيهم وتطلعاتهم, فالعوامل النفسية وتحدياتها تشكِّل ما نسبة 60 % في تحقيق النتائج الإيجابية في المنافسات الكروية طبقاً لمعطيات علم النفس الرياضي.
والأكيد أن الدعم المادي والمعنوي والنفسي غير المستغرب من سمو ولي العهد الأمين هو خطوة تأتي في سياق مبادرات سموه الكريم المعروفة على الصعيد الرياضي من خلال الرعاية والاهتمام والاحتفاء بكل منجز رياضي يسجّل باسم وطننا الغالي, وهو بالتالي ما يشكِّل دافعاً قوياً وحافزاً أكبر لعطاء وتميز ومشاركة أكثر فاعلية في رحلة الأخضر المونديالية القادمة بدولة قطر.