سنوات قليلة مرت على بيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ملكاً للمملكة العربية السعودية، ولكنها في مضمونها ومحتواها ومنجزاتها تشكل حقبة واسعة من البناء والعطاء والتطور والتنمية والتوسع في الخدمات والمشاريع التي شملت مختلف القطاعات.
ثماني سنوات والمسيرة ما زالت زاخرة وحبلى بالمزيد من المنجزات وما يستعصي على الحصر من الأعمال التي تصب في خدمة المواطن والوطن والأمتين العربية والإسلامية وخدمة الإنسانية بجهد مخلص وفكر واعي وتخطيط سليم ورؤى عميقة، وذلك بفضل الله ثم بالتفاف المواطنين وتلاحمهم مع قائد مسيرة البناء والعطاء وهم يستبشرون بمشاريع التنمية التي تنتشر في ربوع المملكة والتي شملت الخدمات التعليمية والصحية والبنيات التحتية ومشاريع التنمية المستدامة في مختلف القطاعات وغيرها من المنجزات التي لا يتسع المجال لحصرها.
في هذا العهد الزاهر وبالفكر المتقدم والرؤية الثاقبة للقيادة الرشيدة شهدت المملكة تطوراً كبيراً ونقلات نوعية في مختلف المجالات، ومنجزات لامست عنان السماء رفعة وتقدماً، حيث عززت المملكة مكانتها الدولية سياسياً واقتصادياً ومالياً، وتنامى حضورها الفاعل على المسرح الدولي، ودورها المؤثر في صنع السلام والأمن ومحاربة التطرف والعنف والإرهاب، ودعم الاعتدال والحوار في حل المشكلات الدولية، وضمان انسياب الطاقة، كما أحرزت السعودية مراكز متقدمة في الترتيب الدولي في قطاعات حديثة متعددة،
وعلى الصعيد الداخلي قطعت المملكة أشواطاً بعيدة في مضمار نهج الحوكمة وتطبيق الشفافية في الأعمال وتواصل برنامج الإصلاح الاقتصادي والمحاسبة ومحاربة الفساد وملاحقته في كافة مؤسسات الدولة، وأسهمت مستهدفات رؤية 2030 في تعزيز متانة الاقتصاد السعودي وتنويع الموارد وتوسيع الاستثمارات وتطوير قطاعات الصناعة والنقل والمجال التقني والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني وتطوير القطاع العسكري، وتعزيز المحتوى المحلي وتطوير الموارد البشرية، وكذلك القطاع السياحي والترفيهي، فيما شهد هذا العهد المبارك دور رائد للمرأة وإسهام فاعل لها في دعم الاقتصاد الوطني ومشاركة ملموسة في التنمية والبناء، وتمكينها وتوظيف طاقتها لخدمة الوطن.
هذه النقلات التي شهدتها المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، جاءت مستجيبة لتطلعات المواطنين، وملبية لاحتياجات الوطن، ومواكبة للمستجدات الإقليمية والدولية ولدور المملكة ومسؤوليتها الدولية التي تفرضها مكانتها الاقتصادية والسياسية والأمنية والمالية والدبلوماسية.
نرفع التهنئة المباركة لمقام خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي العهد، وللشعب السعودي الوفي، بمناسبة مرور ثماني سنوات على مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ملكاً للبلاد، ونسأل الله أن يمتع قيادتنا الرشيدة بتمام الصحة والعافية، وأن يحفظ بلادنا من كل سوء، ويديم نعمة الرخاء والوفرة والأمن والاستقرار على المواطنين والمقيمين وزوار هذا البلد الأمين وضيوفه من الحجاج والمعتمرين إنه سميع قريب مجيب.
** **
فواز بن فايز السويد - رئيس جمعية التنمية الأهلية بالقصب