تقرير - علي الصحن:
تحل مناسبة البيعة والوطن يعانق الأمجاد.. ويواصل حضوره المميز في المحافل كافة..
مناسبة البيعة لملك العزم والحزم يستذكر فيها الإنسان ما تحقق للوطن في ظل هذه القيادة الحكيمة لوطن الخير والنماء.
فالمملكة تؤكد في كل يوم أنها أحد أهم مراكز صناعة القرار في هذا العالم وتمضي في بناء أمجادها رغم كل المتغيرات الاقتصادية في هذا العالم، فعجلة النجاح تدور، والمشاريع متواصلة على الأصعدة كافة، وكسب التحديات الصعبة ما زال ديدن هذه البلاد العظيمة، في ظل توجيهات القيادة الرشيدة، وقدرات المواطن السعودي الفذة ومبادئه الراسخة.
تمر الذكرى الثامنة للبيعة المباركة وقد عرف العالم جيداً التلاحم العظيم بين قيادة المملكة العربية السعودية ومواطنيها، وأن المواطن هو الأهم على الدوام.
وكانت قرارات حكومة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - تصب في قالب حماية المواطن، وإيجاد كل سبل راحته، دون أن يثنيها عن ذلك شيء، ورغم المشكلات التي تواجه العالم، إلا أن المواطن السعودي عاش بأمن وأمان ورغد عيش، حيث سخرت كل الجهود وبذلت كل المساعي من أجل المواطن - أياً كان موقعه - والمقيم في هذه الأرض الطيبة على حد سواء، حتى صارت جهود حكومتنا محل حديث العالم وتقديره وثنائه.
تحل المناسبة الغالية على الوطن ومواطنيه وسط استقرار سياسي واقتصادي، يرفل فيه هذا البلد الكريم، وسط عالم يموج بمتغيرات وظروف ومعطيات مختلفة. وتحل مناسبة البيعة والوطن الغالي بقيادته الرشيدة يزهو بفخر، ويواصل النمو بحب، ويتقدم الركب في كثير من المجالات. تمرُّ هذه المناسبة الغالية والوطن ينشر الفرح، ويزرع البهجة، ويبث الدفء في قلوب مواطنيه وساكنيه وقاصديه، ويرفل من خير إلى خير.. يمتد في علو حتى عانق عنان السماء، ويمتد في عشق حتى لازم شغاف القلب، وفي ولاء تجدده المواقف والأحداث، ووسط انتماء يصلح أن يكون قصة لا تتكرر على غير هذه الأرض، ترويها الأجيال للأجيال، وترويها محبة المواطن لملكه وقيادته.
البيعة المباركة للملك الغالي مناسبة غالية، يعيد فيها الجميع قراءة سيرة الملك المفدى وما قدمه لوطنه من أعمال وإنجازات، سواء في فترة حكمه السديد، أو في المناصب الأخرى التي خدم فيها الوطن، وأمضى عمره - حفظه الله - في العمل من أجله، والمساهمة في بنائه لبنة لبنة، حتى أصبح في طليعة بلاد العالم، ومقصد الكثير من الناس من مشارق الأرض ومغاربها.
إن القارئ لمسيرة هذا الوطن تحت قيادته الحكيمة مع عضده وولي عهده سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز يعرف جيدًا حجم الإنجازات التي تحققت، والأرقام التي علت.. وهي إنجازات وأرقام لا تنافَس ولا تجارَى، ولا يمكن حجبها، أو المرور عليها، بل إنجازات تجبر المتابع على التوقُّف عندها وإنصافها، وشُكْر المولى العلي القدير على أن أنعم على هذا الوطن بقيادة حكيمة، جعلت البلاد والعباد أكبر همها، وتعمل كل شيء وتبذل كل غالٍ ونفيس من أجلهما ولراحتهما.
وفي المجال الرياضي.. واصلت الرياضة السعودية حضورها المميز، وسط دعم سخي ومتواصل من القيادة الرشيدة، حيث رسمت إستراتيجية دعم جديدة، ودشنت مشاريع تمثل إضافة مميزة لمنظومة المشاريع الرياضية العديدة.
تفعيل دور الشباب
في عهد خادم الحرمين الشريفين تم تحويل الهيئة العامة للرياضة، إلى وزارة الرياضة، وهو القرار الذي وصفه سمو وزيرها الأمير عبد العزيز الفيصل: «بالقرار التاريخي الذي يمثل مرحلة مهمة نحو تنفيذ وتطبيق رؤية المملكة 2030، وهو ما يجعلنا جميعاً أمام تحدٍ جديد للمضي قدماً في تحقيق تطلعات قيادتنا الرشيدة التي تضع هذا القطاع ضمن أهم أولوياتها بتفعيل دور شباب وفتيات هذا الوطن الغالي في صناعة مستقبل الرياضة بالمملكة ووضعها في مقدمة الركب».
ويأتي القرار ليؤكد أهمية الرياضة وما تحظى به من دعم من قبل حكومة خادم الحرمين، وهو قرار يضيف الكثير إلى وزارة الرياضة ويجعل سمو وزيرها عضواً في مجلس الوزراء، مشاركاً في صناعة القرار وسرعة اتخاذ ما يخص القطاع الرياضي وينعكس على الرياضة والأندية والمنافسات، وهو ما لمس الجميع آثاره الإيجابية خلال الفترة التي تلت اتخاذ القرار التاريخي.
استراتيجية شاملة
وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- أطلقت وزارة الرياضة استراتيجية دعم الأندية وفق خطة متكاملة، ومن خلال نظام حوكمة فعّال للأندية في مختلف مناطق المملكة، بهدف تشغيل وتطوير هذه الأندية لضمان استدامتها إداريًا وماليًا، ووفق معايير محددة لتشجيع الأندية على الاهتمام بالرياضات المختلفة لتسهم في تطورها، وجعلها من الرياضات التي ترفع اسم المملكة عاليًا في المحافل الدوليّة العربية.
وقد تضمنت إستراتيجية دعم الأندية في عامها الثاني، رفع مستوى تقييم الحوكمة لأندية دوري المحترفين، لتصبح 7 نقاط بدلاً من 5 مقارنة في العام الأول، إضافة إلى تطبيق تقييم الحوكمة لأول مرة لأندية الدرجة الأولى من 5 نقاط. وتقوم إستراتيجية دعم الأندية على مبادرة تحسين الحوكمة العامة للأندية، حيث سيتم تقييم الأندية وفق 3 معايير هي: (القيادة والإشراف المالي والتشغيلي - والمسؤولية)، كما تضمنت الإستراتيجية كذلك إضافة 5 ألعاب جديدة، هي (رفع الأثقال والجودو والريشة الطائرة والجمباز والألعاب الإلكترونية)، حيث سيُقيَّم الدعم المستحق من خلال نظام النقاط الموحد بواقع (100) نقطة لكل رياضة، لتكون قيمة النقطة الواحدة (320) ألف ريال، متاحة لـ 170 ناديًا تنطبق عليه المعايير الخاصة بالإستراتيجية ونقاطها.
ويشرف على متابعة تنفيذ إستراتيجية دعم الأندية فريق عمل متخصص، إضافة إلى لجنة الكفاءة المالية، التي تضم ممثلين من الإدارات المالية والقانونية وإستراتيجية دعم الأندية التابعة للوزارة، إضافة إلى رابطة دوري المحترفين والاتحاد السعودي لكرة القدم ومدقق مالي خارجي، لضمان تقيد الأندية بالمعايير المحددة، ولضمان تحقيق أولوية الصرف المالي لتسديد رواتب اللاعبين والوفاء بالالتزامات المالية ذات الصلة، لتجنيب الأندية الدخول في قضايا دولية قد تعرضهم للعقوبات، إضافة إلى وضع ضوابط لصرف المبالغ المحددة للرياضات المختلفة.
وأضيفت مبادرة أخرى جديدة تنفذها الأندية، وهي مبادرة «تحسين حضور المباراة»، لتكون بديلة عن مبادرتي الفعاليات المصاحبة والتسويق لجذب الجماهير، حيث تتألف هذه المبادرة من ثلاثة محاور أساسية، وهي: (التسويق وبيع التذاكر - وإدارة يوم المباراة - والفعاليات)، وتهدف إلى توفير الدعم لكل نادٍ يطبق المكونات المذكورة خلال مباريات الدوري، من أجل تحسين تجربة المشجعين وجذب الجماهير وزيادتها.
الرياضة للجميع
في ظل الدعم السخي والمتواصل من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - حفظهما الله - للرياضة والرياضيين، وفي إطار تعزيز برامج ممارسة الرياضة في المجتمع، وتعزيز حضورها في كل المنافسات والمستويات فقد تم تدشين عدد من المشاريع، كما صدرت التوجيهات بإضافة 12 ملعبًا رديفًا في عدد من المدن والأندية الرياضية في مختلف مناطق المملكة.
وفي مجال تطوير العمل الرياضي أطلقت وزارة الرياضة «برنامج الابتعاث السعودي لتطوير مواهب كرة القدم»، وقد وقّع البرنامج اتفاقية شراكة مع نادي ريال سوسيداد الإسباني ضمن البرنامج الذي أطلقته وزارة الرياضة سابقاً.
وتهدف الاتفاقية إلى تمكين المواهب السعودية الشابة من التدرب مع فريق درجة الشباب في نادي ريال سوسيداد، إضافة إلى إمكانية المشاركة في مباريات النادي الإسباني الودية، وحضور دورات فنية خاصة باللاعبين على يد أمهر الأجهزة الفنية بالنادي الإسباني العريق لإعداد اللاعبين الشباب الموهوبين تحت سن العشرين، وخلال مدة البرنامج الممتدة لأربع سنوات سوف يتم التعاون مع الأندية التي تلعب في مختلف بطولات القارة الأوروبية لتحديد أفضل المواهب ومنحها فرصة اللعب عن طريق الإعارة لأحد تلك الأندية، إضافة إلى خوض الكثير من المباريات والبطولات ضد مختلف الأكاديميات والمنتخبات الأوروبية قبل العودة إلى ناديهم الأم في المملكة.
تأهل للمرة السادسة
وتتويجاً للتطوير الذي تعيشه الرياضة السعودية يشارك المنتخب السعودي الأول لكرة القدم الشهر القادم في بطولة كأس العالم التي تستضيفها قطر حيث صعد المنتخب السعودي لنهائيات البطولة للمرة السادسة في تاريخه، محققاً الأولوية على المنتخبات الآسيوية ليضاف ذلك للإنجاز الذي حققه نادي الهلال باعتلائه الأندية الآسيوية وتحقيقه البطولة الآسيوية الثامنة في تاريخه محطماً كافة أرقام أندية القارة مؤكداً علو كعب الكرة السعودية وتفوقها على مستوى الأندية والمنتخبات.