تطل علينا الذكرى الثامنة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ملكاً للمملكة العربية السعودية، وبلادنا تشهد طفرة إنمائية كبيرة، وتستشرف مرحلة جديدة من النماء والتطور مستمدة قوتها من روح الرؤية 2030 ومضامينها ومستهدفاتها، حيث نحتفل بهذه المناسبة السعيدة في وقت تشهد البلاد المزيد من التطور والإنجازات في مختلف المجالات امتداداً لمظاهر التنمية التي استهلها هذا العهد الزاهر الميمون بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.
وفي هذا العهد المبارك شهدت البلاد تقدماً ملموساً على مستوى الخدمات الصحية والتعليمية والبنيات التحتية وغيرها من الخدمات التي تسهم في تحسين جودة الحياة، كما توسعت التنمية بشكل كبير وتنوعت الاستثمارات من الداخل والخارج، وذلك نتيجة تطوير لوائح وأنظمة الاستثمار فضلاً عن تطوير وتحسين البيئة الاستثمارية والبنيات التحتية والخدمات التي تحفز المستثمرين المحليين والأجانب.
وعلى الصعيد الخارجي ظلت المملكة تتبوأ مكانة مرموقة وتلعب دوراً محورياً في حفظ التوازن الدولي والإسهام في حفظ الأمن والسلام وضمان استمرار إمدادات الطاقة ومواصلة دورها في محاربة الإرهاب والتطرف ودعم الوسطية والاعتدال والتصدي للأزمات والكوارث ومساندة جهود المجتمع الدولي لتوفير الحياة الكريمة للبشرية.
هذه المواقف الدولية الإيجابية الراسخة أكسبت المملكة المزيد من الاحترام والتقدير من المجتمع الدولي ونالت بموجبها إعجاب وإشادة العديد من الجهات والمنظمات الدولية لاسيما حيال قدرة المملكة في التصدي للأزمات الطارئة والإسهام في التغلب على الكوارث التي تحل بكثير من الدول والقدرة على مواجهة التحديات بحكمة وإمكانيات عالية وخبرات فريدة أدهشت دول العالم التي عانت كثيراً أمام الأزمات والتحديات الكبيرة.
وتواصل المملكة خطاها بثبات على طريق الإصلاح الاقتصادي ومحاربة الفساد بكل صوره وأشكاله وانتهاج الشفافية والمحاسبة وتطبيق الحوكمة والتحول الرقمي، حيث تنطلق في مسيرة التطور والنهوض خلال المرحلة الحالية والمستقبلية من مضامين رؤية 2030 التي باتت تؤتي نتائج مبشرة في قطاعات عدة وتستهدف تنويع الموارد وتفعيل دور القطاع الخاص وزيادة إسهامه في الناتج الإجمالي المحلي وإيجاد موارد بديلة وإدخال قطاعات حديثة لرفد الاقتصاد وتطوير الموارد البشرية وتطويق البطالة، فنحن نتنسم عبق البيعة المباركة، ونتفيأ ظلال الرؤية الوارفة.
إن الاستقرار والأمن والرخاء والتنمية والنهضة التي تشهدها المملكة هي بفضل الله عز وجل ثم بفضل التلاحم والوثيق والترابط التلقائي بين القيادة والمواطنين والتفاف الشعب حول قيادته الرشيدة - أيدها الله - وهذه اللحمة الوطنية هي عنوان تقدم المملكة، وهي الرهان الأقوى لبناء الدولة وتطورها وتحقيق طموحات المواطنين وتطلعات القيادة ووضع المملكة في المكانة اللائقة بها دولياً.
ختاماً نرفع التهنئة والتبريكات لمقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين، سائلين الله تعالى أن يمتعهما بتمام الصحة والعافية وأن يحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه، ويديم عليها نعمة الأمن والاستقرار والازدهار.