ثماني سنوات مضت منذ أن تولى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- مقاليد الحكم في البلاد، وهي سنوات قليلة بحساب الزمن، لكنها عقود بحساب المنجزات والعطاء والتحول الكبير الذي تشهده المملكة، حيث وضع فكر الملك سلمان الوطن على أعتاب مرحلة جديدة من التقدم والرقي والازدهار، معتمداً على عقول وسواعد أبناء الوطن، فكان التركيز على الرؤية التي انطلقت من واقع قدرات المملكة وإمكاناتها وتنوع بيئتها، ومن طموح أبنائها وتطلعات قيادتها وذلك من خلال عمل مستدام ورؤية حكيمة تستهدف وضع المملكة في المكان اللائق بها دولياً والمناسب لمكانتها وإمكاناتها وجهودها في خدمة المجتمع الدولي، ودورها المحوري على صعيد الأمن والسلام الدوليين.
هذه الذكرى لها مكانة خاصة في نفوس وقلوب أبناء الوطن إذ تحمل دلالات الحب والوفاء لما عرف عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- قربه من المواطنين وصلته الوثيقة بهم وما يتمتع به من نظرة ثاقبة للأمور، وفكر مستنير، وعمل دؤوب في خدمة الدين والوطن والأمة، يعضده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الذي يقود نهضة المملكة بفكر حديث، وطموح وقاد، ونظرة مستقبلية عميقة، من خلال ابتكار وطرح المشاريع والمبادرات العملاقة الجريئة التي عم خيرها ونماؤها جميع مناطق المملكة، والعمل على تعزيز دور المملكة عالمياً في المجال الاقتصادي والمالي والإنساني والإسهام في تحقيق السلام العالمي ومحاربة الإرهاب وتزويد العالم بالطاقة النظيفة، ودعم الابتكار والتطوير، وحفظ التوازن في أسواق النفط، بالإضافة إلى دور المملكة ومبادراتها بشأن توفير الظروف الداعمة للتنمية والمحققة لتطلعات الشعوب في المنطقة وفي العالم فضلاً عن جهودها في دعم برامج البيئة والمناخ والمبادرات التي تخدم الإنسانية.
ونحن نحتفل بهذه الذكرى الطيبة نستشعر مسؤوليتنا تجاه البناء والحفاظ على هذا الوطن الغالي وأمنه واستقراره والوقوف صفاً واحداً خلف قيادتنا الرشيدة من أجل التقدم والازدهار، ورفعة مملكتنا التي تحلق بإنجازاتها فوق السحاب بفضل الله تعالى ثم بجهود القيادة الحكيمة، ووفاء المواطنين المخلصين الأوفياء.
في هذا العهد الزاهر الميمون، وفي ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، أصبحت المملكة العربية السعودية منافساً قوياً على مختلف المراتب الدولية في كثير من القطاعات، وصارت تحرز مراكز عالمية متقدمة في مجالات عدة، وتواظب على قطع أشواط إضافية في مضمار التنمية والازدهار في الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتنظيمية والأعمال والمبادرات والمشاريع العظمى، منطلقة من روح الرؤية السعودية 2030 ونهج الشفافية والحوكمة والتحول الرقمي، ومواصلة الحرب على الفساد وملاحقته في المؤسسات والمشاريع العامة.
ونالت السعودية بذلك المزيد من احترام العالم وتقديره، وبفكر مهندس الرؤية وتخطيطه أصبحت البيئة الاستثمارية في المملكة أكثر جذباً لرؤوس الأموال الخارجية فصارت بلادنا قبلة للمستثمرين في قطاعات حيوية ومشاريع مستقبلية، مما يجعل اقتصاد المملكة واعداً بالمزيد من الازدهار والنماء والقوة والمتانة.
في ظل هذا التقدم المستمر، والتنمية المستدامة، والإنجازات المتلاحقة، نشعر بالفخر والاعتزاز بالانتماء إلى هذا الوطن الغالي، والوفاء لقيادتنا التي تضع مصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار، معبرين عن حبنا لملكنا وسمو ولي عهده، ونحمد الله الذي وهبنا هذه القيادة الرشيدة الحكيمة، ونسأله تعالى أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد ويمتعهما بتمام الصحة والعافية، وأن يحفظ المملكة العربية السعودية وشعبها من كل مكروه وشر، ويديم عليها نعمة الأمن والاستقرار والوفرة والرخاء.
** **
- د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي