تعيش بلادنا هذه الأيام المباركة فرحة الذكرى الثامنة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وتوليه مقاليد الحكم، وهي ذكرى غالية على قلوبنا نؤكد الوفاء لهذا العهد المبارك الميمون الذي تحققت فيه إنجازات عظيمة بفضل الله ثم بحكمة قائد المسيرة وسياساته المتزنة وحنكته ورؤيته الثاقبة ورأيه السديد الرامي إلى تقدم البلاد وازدهارها في المجالات كافة التي تلبي تطلعات القيادة الرشيدة وتحقق طموحات المواطنين.
وفي هذا العهد الزاهر تم التركيز على التعليم انطلاقاً من إيمان القيادة الراسخ بالدور الكبير الذي يسهم به التعليم في التطور والنماء والتقدم الصناعي والتنمية المستدامة والبحث العلمي والابتكار وانعكس ذلك على النهضة التي تشهدها البلاد في مختلف القطاعات لاسيما القطاع التقني والصناعي، كما أسهمت النهضة التعليمية في توفر الكفاءات الوطنية التي تقود عملية البناء في المجالات كافة وتسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني وزيادة المحتوى المحلي.
كما شهد عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - توفير البيئة المناسبة لتقدم الإنسان السعودي بما يؤهله لقيادة النهضة الاقتصادية ومواكبة المستجدات والمتغيرات التي يشهدها العالم من حولنا، وتشكيل الحضور الفاعل للمملكة في المحافل والملتقيات الدولية بالمستوى الذي يليق بمكانتها المالية والاقتصادية والسياسية، ودورها المحوري كلاعب أساسي عالمي في مجال المال والاقتصاد والطاقة.
هذه الحقبة المضيئة شهدت الكثير من التطورات على صعيد الخدمات والتأهيل والتدريب والتوظيف لاسيما قطاع الشباب والمرأة، حيث زاد معدل إسهام المرأة في التنمية بشكل كبير وتم توظيف قدراتها وإمكانياتها لتعزيز قدرات الاقتصاد والعمل مع الرجل جنباً إلى جنب لدعم مسيرة البناء والتطور، فضلاً عن إنجاز العديد من المشاريع العملاقة بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين، ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، عراب رؤية 2030 وصاحب الأفكار العميقة والتحديق نحو المستقبل بكل فطنة وذكاء، وملهم الأجيال وذي الطموح الكبير الذي يهدف إلى وضع المملكة في مصاف الدول العظمى وفقاً لمضامين الرؤية المباركة.
ويفخر المواطن السعودي ويعتز بما تشهده البلاد من تطور ملموس على الصعيد السياسي والاقتصادي والدبلوماسي، وما صاحب ذلك من توسع في مجال الاستثمار أفقياً ورأسياً، وما يشهده الاقتصاد السعودي من طفرات وتقدم أثبت متانته في الصمود أمام الأزمات ومواجهة التحديات بكل قوة وصلابة، والارتقاء بالمكانة السياسية للمملكة وتكريس دورها المؤثر إقليمياً ودولياً والتوسع في مجال الخدمات الصحية والتعليمية والترفيهية والاجتماعية والعمل على تحسين جودة الحياة.
وتأتي التطورات والوثبات التي يشهدها هذا العهد بشكل مستمر تجسيداً لمستهدفات رؤية 2030 لإيجاد بدائل اقتصادية جديدة وتنوع للموارد وترسيخ مبدأ الشفافية ومواصلة برنامج الإصلاح الاقتصادي ومبدأ المحاسبة، ورفع معدلات الإنتاج وتحفيز رأس المال المحلي والأجنبي للاستثمار في قطاعات حديثة وتسريع وتيرة البناء والتنمية، وفق الرؤية المباركة واستكمالاً لبرنامج التحول الوطني.
ونحن نحتفل بالذكرى الثامنة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لتوليه مقاليد الحكم في البلاد نعتز بما تنعم به المملكة العربية السعودية من أمن واستقرار وتنمية وتطور وازدهار ووفرة ورخاء في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين، سائلين الله أن يديم علينا هذه النعم، ويحفظ قيادتنا الرشيدة، ويحفظ بلادنا من كل مكروه.
** **
- سعد عجلان العجلان