سهوب بغدادي
أتيحت لي الفرصة خلال الأسبوع المنصرم أن أحضر «ملتقى الجهات المعنية باللغة العربية للصم وضعاف السمع» الذي نظمه مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، بمشاركة تسع جهات بهدف تلبية الاحتياجات اللغوية للصم وضعاف السمع والعمل على تعزيز اكتسابهم للغة العربية، ومد جسور التواصل بينهم وبين الجهات المعنية بخدمتهم، حيث شمل الملتقى مزيجًا من المحاضرات والكلمات من المختصين في اللغة واكتسابها والتربية الخاصة ومسارات الإعاقة السمعية، من خلال حضور مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة، ومؤسسة الأميرة العنود الخيرية، وهيئة رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة، وجامعة الملك سعود، والجمعية السعودية لمترجمي لغة الإشارة، ونادي الصم بالرياض، ونادي الصم بجدة، والإدارة العامة للتربية الخاصة، والجمعية السعودية لمترجمي لغة الإشارة، والجمعية السعودية للإعاقة السمعية، واستنادًا إلى دراسة بحثية للدكتور بيتر بول بعنوان «النمو القرائي لدى الصم وضعاف السمع» فإن هذه الفئة تواجه صعوبات وتحديات كبيرة في موطن اكتساب اللغة العادية، باعتبار اكتسابهم للغة الإشارة منذ الصغر لأغراض التخاطب اليومي، إلا أن الإطار التعليمي يتطلب اكتساب اللغة الاعتيادية، فعلى سبيل المثال: يتحتم على الطالب ضعيف السمع أو الأصم في العالم العربي دراسة اللغة العربية كأي طالب في مرحلة التعليم العام، وتكمن الصعوبة في اختلاف اللغة المحكية عن لغة الإشارة في تراكيبها ومدلولاتها وتطورها واشتقاقاتها وما إلى ذلك من الاختلافات، علاوةً على كون لغة الإشارة من أصل يختلف تمامًا عن أصل اللغات المحكية بتواجد الصوت والحروف وأمور اعتدناها ولكنها تشكل تحديًا يقوض مضجع الطالب من هذه الفئة، لذا نجد أن العناية من خلال البحث والتمحيص في سُبل تطوير اكتساب ضعاف السمع والصم للغات المحكية بشكل عام لمساعدتهم في القراءة والكتابة والتحصيل العلمي أمر لابد منه وفي غاية الأهمية، كما يعد تنوع اللهجات واللغات الإشارية تحديًا من نوع آخر، يتجلى في جمع وتوحيد لغة الإشارة تحت سقف واحد ليسهل تعميمها وفهمها في كافة الوزارات والكيانات الحكومية والخاصة، وبإذن الله سيكون الأثر كبيرًا وجليًّا في مستقبل التحصيل الأكاديمي في مختلف المراحل لهذه الفئة.
في الختام، يتحتم على الجهات أن تتضافر لتمكين هذه الفئة وذوي الإعاقة بشكل عام بما يتماشى مع متطلبات العصر ورؤية الوطن الطموح.