مها محمد الشريف
لا يختلف الأمر كثيراً عن البارحة، فمع قدوم الشتاء إصابات كورونا «كوفيد-19» تعاود الصعود حول العالم، وإجمالي عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا تخطى 627.6 مليون إصابة، في فترة زمنية مضطربة ومتداخلة، وهو ما جعلنا نؤكد أن المرحلة مبهم فيها كل شيء من سياسات الأمن إلى سياسات الاقتصاد، مع ذلك أوضحت جامعة جونز هوبكنز الأمريكية أن إجمالي الإصابات وصل إلى 627 مليونًا و631 ألفًا و619، وارتفع إجمالي الوفيات جراء الجائحة إلى ستة ملايين و578 ألفًا و440 حالة وفاة.
أليس من الضروري الآن أن نضع تعريفات جديدة لتوقع العلماء بمزيد من موجات الفيروس خلال الشتاء، وخاصة في أوروبا والمملكة المتحدة وأميركا، والسيناريو المخيف الذي قد يتكرر من سيناريوهات الجائحة، حيث سيقضي الناس المزيد من الوقت في أماكن مغلقة دون وجود أي قيود. بل سيظل الوضع بلا ملامح وهشًا وضعيفًا، وحذرت تقارير علمية، من أن الشتاء المقبل سيشهد هجومًا شرسًا من السلالات الجديدة لفيروس كورونا المتحورة عن المتحور أوميكرون.
فماذا أعدت منظمة الصحة العالمية والخبراء العالميون والحكومات لهذا الفيروس، وماذا لديهم لتتبع خطى انتشاره، بعد أخذ اللقاحات الثلاثة أو المعززة، وما هي الأدوات لمواجهة موجة جديدة من الفيروس حول العالم، رغم تزايد أعداد المصابين في دول عدة، وخاصة في أوروبا وبالتحديد في بريطانيا، فقد أظهرت الأرقام للأسبوع الرابع على التوالي زيادة في أعداد المصابين، وفق ما ذكرت شبكة «سكاي نيوز». وفي الأسبوع الماضي، سجلت البلاد 1.7 مليون نتيجة إيجابية بمرض «كوفيد-19» الذي يسببه فيروس كورونا، ارتفاعًا عن الأسبوع الذي سبقه.
وما الذي يمكن أن تفعله الدول للحد من انتشار الفيروس، سوى توعية وتحذير من موجة جديدة والتعايش، ولكن إلى أين يمكن أن تتجه الجائحة؟
في هذا السياق رأينا أن حكومة المملكة العربية السعودية تفوقت على كثير من بلدان العالم بالاستعداد لمواجهة هذا الفيروس، والأمر المشجع هنا أن هيئة الصحة العامة في المملكة طلبت من المواطنين والمقيمين بالتقيد بالتعليمات والإجراءات الوقائية، بعد رصد متحور كورونا في عدد محدود «XBB» من العينات الإيجابية، ووجهت بارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة، والعزل المنزلي في حال ظهور الأعراض، والالتزام بشروط السلامة من المرض وخاصة بعد ازدياد حالات المراجعة لدى أقسام الطوارئ ومراكز الرعاية العاجلة في أنحاء المملكة بسبب كورونا والأنفلونزا الموسمية.
فحين ننظر إلى خارطة الدول الأكثر إصابة أو نشاهد الأعداد الضخمة من المصابين في العالم، نشيد بما تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين وهيئة الصحة العامة، فعلى وسائل الإعلام والجامعات والمدارس وجميع القطاعات نشر مزيد من التوعية والإرشادات.