أوضح مؤسس وعضو مجلس إدارة شركة بريدج ووتر للاستثمار راي داليو أن الاقتصادي العالمي لا يستطيع أن ينفق أموالاً أكثر مما يتم كسبها دون العمل على إنشاء المزيد من الديون، مشيراً إلى أن الحكومات عندما تقوم بذلك فإنها توفر الديون التي يمكن بيعها للمستثمرين، وأننا إذا لم نكن قادرين على أن ندفع لمعدل الفائدة العالية فسيكون هناك إشكالات أخرى، كما أننا لا نستطيع أن نقوم برفع معايير المعيشة وجودة الحياة إلا إذا كنا منتجين بشكل كبير.
وتطرق داليو ضمن جلسة حوارية في اليوم الأول لمبادرة الاستثمار في نسختها السادسة المقامة بمركز الملك عبدالعزيز للمؤتمرات بالرياض حالياً إلى أمور أساسية نعيشها حالياً يجب مواجهتها وهي حجم الأموال والديون و الصراعات الداخلية و الصراعات الدولية، مبيناً ضرورة أن تكون هناك تغيرات منهجية تحقق السلام والاستقرار والنزاهة والعدالة .
وأشار إلى أننا إذا استثمرنا في الإنتاجية وقدمنا فرصاً وخاصة في مجالات «التعليم العالي» فقد نرى أكاديميين مهتمين بصناعة الإنتاجية، وتربية الأطفال ليحصل على تعليم جيد وليستفيد من الموارد مستقبلاً ويتم تنشئتهم في بيئة سليمة. وأكدت الجلسة على أن النظام العالمي يشهد تغيرات عميقة حيث لا توجد إمبراطورية أو حكومة أو نظام اقتصادي يدوم إلى أجل غير مسمى، خاصة وأن أعظم المجتمعات في التاريخ شهدت دورات متشابهة من السلام والازدهار قبل الانهيار بعد فترات الكساد والثورة والحرب.
وركزت الجلسة على أن هناك ثلاث ديناميكيات تؤثِّر على ظهور النظام العالمي الجديد: وهي الدين طويل الأجل ودورة أسواق رأس المال؛ وثانياً النظام والاضطرابات الداخلية، مثل تغيير الأعراف الثقافية والخلافات السياسية، وثالثاً النظام الخارجي والفوضى - مثل إنشاء مراكز تكنولوجية واقتصادية جديدة تغذيها وحدات إقليمية؛ الطاقة والموارد وسلسلة التوريد؛ كوفيد -19 والأوبئة الجديدة؛ الحروب؛ وفوق كل شيء، التهديد الوشيك بالتدمير البيئي الكارثي.
وحاولت الجلسة الإجابة عن ماذا يمكن أن نتوقعه من النظام العالمي الجديد؟ وهل يمكن للحكومات والشركات التخفيف من الخلافات الداخلية والخارجية لتقليل مخاطر الانهيار المجتمعي المعولم؟ وهل يمكن لنظام عالمي جديد أن يفضي إلى نظام اقتصادي يعمل على تحسين الإنتاجية والصحة ومستويات المعيشة دون تفاقم الإجحاف وعدم الاستقرار النظامي.