عبدالعزيز المعيرفي
تخيل لو تواجدت في المملكة خوادم (سيرفرات) شركات عملاقة مثل جوجل وفيسبوك ومايكروسوفت وأمازون، وماذا يمكن أن تقدمه لقطاعات الأعمال المختلفة من خدمات رقمية مذهلة، تخيل وجود هذه الخوادم لاستضافة ألعاب مثل فورتنايت وببجي وماين كرافت وغيرها كيف سيكون الفارق، بالطبع فارق كبير ليس في قطاع الألعاب بل في كل القطاعات الحيوية من خلال رحلة تحول رقمي ضخمة تقودها المملكة لتصبح مركزا رقميا إقليميا للبيانات سيحولنا من مجرد مستهلكين إلى صانعين ومستضيفين لهذه البيانات الضخمة التي تعتمد عليها أغلب القطاعات وهو ما يعني توطين لصناعة البيانات وحصة أكبر من الاقتصاد الرقمي الذي سيعود أثره في اقتصادنا بخدمات أفضل وسرعات أعلى والأهم أنه سيخلق المزيد من الفرص الاستثمارية والوظائف النوعية.
إن الخطوات العملية والإنجازات المتسارعة التي تحققها المملكة هي خير دليل على أننا نسير نحو تعزيز مكانة المملكة إقليمياً وعالمياً في مجال البيانات وآخر هذه الخطوات هو تدشين شركة Center3 التي أطلقتها مجموعة stc لإدارة المركز اللا إقليمي الرقمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حيث ستكون هذه الشركة المالكة لأصول البنية التحتية الرقمية من مراكز بيانات وكوابل بحرية ونقاط التواجد الدولية ونقاط تبادل الانترنت. وليربط المركز 3 قارات مستفيداً من الموقع الاستراتيجي للمملكة، ويعزز الاستثمار في خدمات الاتصال الدولي ومراكز البيانات.
وهذا الاستثمار الضخم بمليار دولار يؤكد أهمية هذا قطاع البيانات وما يمكن أن يجنيه الاقتصاد السعودي منها قيادة الحصة الأكبر من تبادل الإنترنت وحركة البيانات في المنطقة وجذب الاستثمارات الأجنبية إضافة إلى تمكين ودعم التقنيات الجديدة كانترنت الأشياء والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي.
ويتكامل هذا المشروع العملاق مع مشاريع أخرى لدينا في المملكة منها ما هو لتأهيل الشباب السعودي بالتدريب والمعسكرات والأكاديميات المتخصصة ليكونوا جاهزين للعمل فيها وهو ما يعكس الاهتمام الكبير بالبيانات كونها تمثل نفط المستقبل، وستمكن كل هذه المشاريع والجهود بحول الله لتكون المملكة في مصاف الدول المتقدمة.