تحظى بلادنا ولله الحمد بكفاءات تجمع بين الخبرة والتأهيل والاحترافية والمهنية، يظهر ذلك واضحاً جلياً في كثير من المؤسسات الحكومية والأهلية التي حققت إنجازات محلية وإقليمية ودولية أثبتت من خلالها تفوقها وتقدمها ومواكبتها _في مجالات شتى _على كثير من نظرائها على مستوى العالم، حتى ذاع صيت عديد من الجهات وحظيتْ بعلاقات تجارية ومكتسبات متنوعة وشراكات رفيعة المستوى على مدى سنوات وعقود.
والعجيب أننا نسمع بحجم التعامل الاقتصادي الكبير مع شخصيات رائدة في وطننا العظيم المملكة العربية السعودية؛ ولكن عدداً محدوداً من الجهات وقليلاً من الناس من يعرفونهم ويعرفون محطات حياتهم وإنجازاتهم والمستوى الرفيع الذي وصلوا إليه؛ إما لعدم تسليط البوصلة الإعلامية تجاههم، أو للفارق في الفئة العمرية والاهتمامات الشخصية، أو اختلاف المجالات المهنية والعلمية أو لسبب ما يجعلها بعيدة عن محور العناية الشخصية في محركات البحث وما شابه.
إن وجود قامات أكاديمية وخبرات مهنية وتخصصات علمية جدير بأن يُشكل منظومة وطنية من
المستشارين في كافة المجالات ويجمعهم في بوتقة واحدة يمكن تسميتها: المنصة الوطنية للاستشارات (استشارة)، وذلك يتيح الفرصة للمستشارين بالتعريف بأنفسهم ومنجزاتهم وخبراتهم، ويحقق للجهات مطلبها عند البحث عن ذوي الاختصاص في مجالاتهم المستهدفة، ما يعين على تبادل الخبرات والمنافع وتحقيق مستويات متقدمة من استثمار موارد الوطن البشرية والاكتفاء بها عمن سواها.
إن الطموح الذي يحدونا أن نرى أبناء وطننا كبار المستشارين في المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص والقطاع الثالث والشركات العالمية؛ بل إن تطلعاتنا تتجاوز ذلك إلى تصدير المعارف والخبرات إلى أنحاء العالم عن طريق إقامة الندوات والمؤتمرات ومراكز التدريب العالمية وإتاحة التسجيل الدولي فيها، أو إعارة بعض ذوي الخبرة للتدريب والتأهيل -مدة محدودة معلومة- ليعرف العالم أجمع حجم ومكانة المواطن السعودي في بلد يحرص قادته -يحفظهم الله- على تسخير وتيسير كل ما من شأنه أن يحقق غايات الحالمين الطامحين.
إن وجود منصة وطنية للاستشارات يختصر الطريق على ذوي الريادة في مجالاتهم ليقدموا إبداعاتهم
وينشروا تألقهم ويحققوا أهدافهم بخدمة وطنهم في مؤسساته المختلفة، كما أنه يشكل دخلاً مادياً مُعتبراً، ويزيد عدد الوظائف المتاحة ويخفض نسبة الاحتياج للعمل، ويكون وجهة رائدة للمتقاعدين -المتصاعدين-الذين ترجّلوا عن وظائفهم الرسمية ولا زالوا يحملون بين حناياهم نشاطاً وقوة وقدرة على العمل والإبداع، ويحقق التواؤم المأمول بين المجتمع مؤسسات وأفراد.
نترقب بكل شغف أن تبادر جهات الاختصاص في وطننا المبارك بالعناية بذلك لتشرق شمس العطاء وتشارك هذه المنصة أيقونات الحكومة الرقمية في بلدنا الغالي المملكة العربية السعودية،
وأن يسعد بأفيائها المستشارون والباحثون عن المستشارين.