د. إبراهيم بن جلال فضلون
عندما تصل إلى عمق معنى كلمة النجاح تجد أنّها ببساطة تعني الإصرار. فللصحافة سحرها، وللقلم سنهُ المحبُور، الذي هو صوت ونبض قُرائه المحبوبين حتى جعلت لها بلاطاً مُلوكياً، سمّا بها لعلياء الدرجات لتستحق لقب «صاحبة الجلالة». ويبقى الإعلام بمضمونه ورسائله وإن اختلفت وسائل تقديمه وأدواته وطرائقهُ المُتعددة، لأن هدفهُ الرئيس هو تقديم عمل أو مادة إعلامية مُؤثرة في الشخصية السعودية خاصة والعربية العالمية عامة، ليبقى دور الإعلام قائماً في التواصل وتقريب الأحداث ونشر الحقائق ووضع المُتلقي في الصورة ككُل بجانب الدور التثقيفي والترفيهي له.
«فالمملكة تملك وتمتلك مقومات نجاح العمل الإعلامي، بما لديها من طاقات وقُدرات على تأسيس وسائل جديدة تُساير الانفتاح الإعلامي، بما يُحافظ على تعزيز الهوية الوطنية السعودية»، صدق هنا الأستاذ خالد بن حمد المالك خلال مبادرة «تعزيز» بجامعة تبوك مارس الماضي، وغيرها من المؤتمرات والندوات التي حمل فيها المالك على عاتقه تحديات الإعلام وعالمه ككُل.
فالتطوير يأتي بدعم الكوادر أكاديمياً ومالياً، وتدريب الإعلاميين تقنياً، وصقلهم وإكسابهم مزيداً من الخبرات والمهارات، إضافة لاستقطاب متخصصين مهرة في مجال الإعلام الجديد وتطبيقاته المتفرعة، ومنحهم فرصة طويلة حتى يستطيعوا تطوير مهنة الإعلام، ذلك السلاح الذي أسقط وفتت دولاً واتحادات، وما منا ببعيد (الاتحاد السوفياتي)، ليكون المنتج في النهاية مؤثراً وفاعلاً ومواكباً للعصر.
يُقال، إن الصحافيين، إذا أضنتهم صاحبة الجلالة؛ كمهنة للمتاعب، وعصفت بهم أمواج الرياح شرقاً وغرباً، فلا يجدون ملجأً إلا قلمهم، الذي يزيد العاشق منا ولهاً، والراغب فيها شغفاً، ليعود إليها بقلب رضي، لسحر تلك المهنة التي لها رونق وأُسس غير مشتبهات، لا يجهلها الصحافي والكاتب الهُمام، شرقياً كان أم غربياً. فكل مُرٍّ في الصحافة، يجلوه حُلوٌ فيها.
هكذا عاش المالك وأمثاله حياة الناس للدفاع عن حقوقهم ونقل الأحداث بما يُقارب الحقيقة، كونهُ سنداً للمجتمعات ومساعداً على تطورها بتكامل المجتمعات وتفاعلها لدعم الشباب وتجهيزهم ليكونوا قادة للإعلام المستقبلي في إبراز المواطن السعودي بأخلاقه ودينه وسلوكه وتصرفاته وأفعاله، ومُحيطهُ الإعلامي ككُل.
بلى يستحق أكثر من تكريم بل إنني شعرت بغبطة الفرح له بأنني وغيري من أساتذتي وزُملائي الإعلاميين، أننا من حصلنا على جائزة شخصية العام الإعلامية، فهو بحق الأستاذ خالد المالك، الفائز لنا جميعاً بجائزة شخصية العام الإعلامية، خلال تسليم جوائز الإعلام العربي، في دورتها الحادية والعشرين لتفرده وإنسانيته التي لعبت أدواراً لامست حياة القراء وأثرت فيها، وأغنت مشهدنا الإعلامي العربي بفكر خلّاق ورؤى إبداعية، تركت بصماتها الواضحة بعلامات إيجابية فارقة في فكر وضمير مجتمعاتنا بصورة عامة، عززت دور الإعلام في تمكين الإنسان العربي من تحقيق الريادة في ركب التطور العالمي.
وأخيراً: تذكّر دوماً ما أنت بارع فيه وتمسك به إنها صاحبة الجلالة.