محمد بن عبدالله آل شملان
لا أستطيع وصف مشاعر الفخر والاعتزاز والفرح التي انتابتني وأنا استمع إلى أجهزة الإعلام العربية والخليجية والمحلية تبين أن الأستاذ خالد بن حمد المالك رئيس تحرير صحيفة «الجزيرة»، رئيس هيئة الصحفيين السعوديين، رئيس اتحاد الصحافة الخليجية، حصل على جائزة شخصية العام الإعلامية، وقد ذكر الخبر أن التكريم كان في دبي، برعاية الشيخ محمد بن راشد وقام بتسليم الجائزة صاحب السمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مجلس دبي للإعلام، ويعد هذا الإنجاز كبيراً بعد أسبوع من حصوله على جائزة «الرواد» من المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في جمهورية مصر العربية بحضور وزراء الإعلام العرب.
عرفنا الأستاذ خالد بن حمد المالك منذ زمن بعيد، كان وما زال رئيساً لتحرير صحيفة الجزيرة، وكان وما زال له قلم يتميًّز بالعبارة الجميلة، وعاشقاً للكلمة الجسر بين عقل الإنسان ووعيه، وبين وجدان الإنسان وانتمائه وحبه.
وقرأنا عباراته الرشيقة.. فانجذبنا إلى جوانب الإبداع فيها، وإلى روح الاطلاع والمعرفة في أبعادها ومعانيها، حيث قراءة الأحداث والمحطات المفصلية والتاريخية وأوجه العطاء والتحولات المتجددة لهذه الدولة السعودية الفريدة، وتشكيل الوعي على أسس النظرية المعرفية الكاشفة والناقدة بلغة الشفافية والحوار، ومحاربة الأفكار المتطرفة والهدامة، والدفاع عن قضايا الأمة وقضايا دولها العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والاشتغال بدعم كل الجهود الرامية للنهوض بالصحافة العربية، وخدمة مسيرة العمل الصحفي في الوطن العربي.
ومن بين أحدث عناوين مقالاته «المؤامرة القادمة على لبنان؟!» و»أميرنا أنت أهل لها» و»يا عراق!!» و»الموقف الأمريكي من نووي إيران؟!» و»العالم يغلي!» و»الإعلام العربي يتآمر على العرب» و»لا تبيعوا الوهم» و»حرب غزة: لكي نفهم!!» و»دعوا السودان وشأنه!» و»من رحم الأسئلة ولدت ذا لاين» و»قمم أربع ولكن؟» و»الهدنة وما أدراك ما الهدنة!!» و»عراق ما بعد صدام حسين.. وما بعد إيران!» و»ماذا عن زيارة بايدن للمملكة؟!» و»هل نحن على أبواب حرب عالمية ثالثة؟» و»هدنة.. ولكن إلى متى؟!» و»الحقيقة ولو أغضبتنا!!» و»لبنان.. ويا ليل ما أطولك؟!» و»المملكة تتغير بسرعة؟» و»إلى العقلاء!»، «عميل بامتياز» و»حال العالم مع وبعد أوكرانيا» و»يا عقلاء: أريحونا من هذه الحرب!» و»عن الاجتماع اليمني التشاوري» و»أما آن لهذه الحرب أن تنتهي؟!»، و»تعلموا من محمد بن سلمان» و»العالم كيف حاله؟!» و»أوكرانيا نحو المجهول!»، تلك عناوين فقط رصدْتُهَا على عجل وكتب تفاصيلها المالك على مهل، استكشفتْ ـ بحق وحقيقة ـ المشروع الكتابي الخلَّاق الذي يخص المالك وحده، المعتمد في جوهر بنائه على التركيز والإلمام بالموضوع والإيجاز والموهبة والفكر والتعقل والرزانة والاستدلال العقلي المحكم، وهي الأمور ذاتها التي جعلت منها عدسة زوم على بلوغ هدفه والإقناع بوجاهة رأيه واحترام مخالفيه.
أتذكّر أنني كتبت عن (خالد المالك) قبل حوالي سبع سنوات بعد فوزه بجائزة الإبداع الإعلامي للعام 2015م من قبل الملتقى الإعلامي العربي الـ12 بالكويت وقلت: «سعادتي على المستوى الشخصي غامرة بهذا التكريم الذي حظي به الأستاذ خالد المالك، كما أقرّ إن إنصافه لا يأتي من خلال كتابة عابرة كهذه، بل يتأتّى إنصافه عن طريق التأمل الواعي في مسيرته الإعلامية وقراءتها قراءة فاحصة وإعادة تقديمها بقراءات عديدة تُسهم بشكل كبير وبسيط، في ذات الوقت، في تبصير هذا الجيل والأجيال اللاحقة بهذه المدرسة التي يمثلها المالك وبأهميته أن ينهل منها ويستقي مفاهيمه وقيمه وأخلاقياته ومبادئه الوطنية والإنسانية منها».
أنا متأكد أن نجاح خالد المالك سيكون دافعاً كبيراً لكل سعودي وسعودية لديهما الرغبة الجامحة في تحقيق إنجاز إعلامي صحفي ضخم، وكذلك كل سعودي وسعودية لديهما طموح عارم بالانتقال بأعمالهم من المحلية إلى الإقليمية.
من أعماق قلوبنا ننقل لرمزنا الإعلامي الكبير رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الأستاذ خالد بن حمد المالك خالص التهنئة بهذه الجائزة، التي هي وسام شرف عظيم، يهديه المالك الابن، إلى الأم العظيمة «المملكة العربية السعودية».