عبده الأسمري
يرتبط الإنسان مع الاتجاهات التي تشكلت في حياته منذ صغره فنراه مترابطاً مع الهوية التربوية ومرتبطاً بالهيئة السلوكية التي تغرسها في وجدانه «الأسرة» وترسخها في عقله «التربية»..
الأمنيات الحياتية متعددة ومتشعبة ويبدأ الإنسان في الابتهاج بها تفكيراً والانتهاج بها تدبيراً فيظل سائراً ما بين «مد» الأماني و «جزر» المعاني ليقطف ثمار العبر ويجني استثمار الصبر في محطات عمر تعتمد على الاستفادة من التجارب والإفادة من المشارب.
منذ ذلك اليوم الأول الذي يكتب فيه الإنسان «ألف ياء» الكتابة مبتدياً بكتابة اسمه ثم اسم والده وأسرته متباهياً بأولى معاني الانتماء ثم يبدأ بعدها بالتوقيع «الباكر» المتسم بعشوائية «البدايات»ولا يلبث حتى يبدأ في رسم «خرائط» الأحلام بخربشات «عفوية» وخطوط «متعرجة» يحاول ترتيبها إمعاناً في «منح» الذات الهوية الأولى والنفس الهواية المثلى ..
تأتي الدراسة فتختلط بموجهاتٍ أسرية وتتعاقب سنوات «التعلم» تحت «مظلة» الانتظار وفي «ظلال» الإجبار ثم تتوالى «محطات» العلم في إطار «النوايا» واتجاه «العطايا» لتتحول البوصلة نحو «مستقبل» يحمل في طياته «التوجس» ويخفي في صفحاته «التوقع» فتأتي النتائج ما بين «مثوبة» العزائم أو «عقوبة» الهزائم.
سؤال عريض بعناوين متعددة تحمل ذات «المعنى» يأتي بشكل «إجباري» تفرضه «الذاكرة» الإجبارية مفاده (هل أنت راضٍ عن وضعك؟ ) وتأتي الإجابات في تشكلات متباينة وتشكيلات متفرقة ما بين شكر إجباري وقنوط اختياري يعكس سمات «شخصيات» البشر وفق «سلوك» التطور أو «مسلك التهور».
تتباين أبعاد «التنافس» بين البشر فيأتي» التفوق» ليفرق بين المتنافسين وفق الإنتاج والنتائج وتبقى «الأمانة» و «النزاهة» و»الشفافية» الأدوات الحقيقية التي تصنع «التحكيم» الحقيقي وتصدر «الحكم» الواقعي استناداً إلى «موضوعية» تعطي الحقوق لأَصحابها و«احترافية « تضع الأمور في نصابها..
هنالك «مقاييس» و«معايير» و«مؤشرات» و «معطيات» توضح «الفرق» بين مقامات البشر وتبرز «الفارق» بين مقومات الأثر. فمن كانت سلعته المقدمة «كاسدة» المستوى «فارغة» المحتوى فهو «رقم» هامشي لا يضيف شيئاً ويقترن وجوده بعدمه فيما لو جاء آخر على «النقيض» تماماً بعطاء معرفي نابع من «تخصص» ومستند على «خبرة» فسيبقى عدداً صحيحاً يشكل «الرصيد» المديد للرقي المعرفي والنماء العلمي ..
لدينا خلل أزلي في التفريق بين المنافع التي تحتاجها المجتمعات للنهوض بمقدراتها وتحقيق أهدافها فهنالك من يدعي «النفع» وهو يبث «سموم» الجهل في مفاصل الأجيال وآخر يستدعي «الشفع» وهو ينثر «غموم» التخلف في أبعاد المشاهدة فيما أن الشخص «النافع» أنموذج فريد يتفق الجميع على كفاءته ويتوافق الكل على إجادته.
تأتي «الدوافع» لدى الإنسان لتشكل «خارطة» طريقه والتي تبقى رهينة «التخطيط» في شؤون العيش ومتون التعايش وتساهم في رسم ملامح الشخصية في البداية ثم تتكامل حتى تصنع «قيمة» البشر الحقيقية من خلال «القول» و «الفعل» ارتكازا ً على «معطيات» السلوك في خدمة المجتمع.
تختلف «الدافعية» بين الناس فهنالك من يرتقي بفكره ليصعد «سلالم» الرقي بعيداً عن «القيعان» المزدحمة باللاهثين وراء «الشهرة» الوهمية والتي يصفق لها «جمع» المراهقين وتتشدق بها «شلة» الفارغين لذا يظل «العلم» ويبقى «التخصص» وتستمر «الخبرة» كأركان ثابتة في إنزال الناس منازلهم بناءً على «المكانة» الشخصية و «التمكين» الرسمي وبمنأى عن «فوضوية» مقيتة في وسائل التواصل الاجتماعي.
للمنافع متون يملؤها كل إنسان امتلك دافع «نفع» الآخرين وتملك ناتج «انتفاع» الغير من خلال دعوة في ظهر الغيب أو ذكر طيب في خفي المسلك لينال «تاج» شهود الحق من «الخلائق» في أعمال تهيأت وخبيئة تواصلت وأفعال استمرت اقترنت بسيرة ومسيرة الشخص في كل أبعاد حياته العلمية والعملية ..
ما أجمل «الدوافع» المنتقاة التي حققت أعلى «المنافع» في إعانة الإنسان وفي خدمة «البشرية» وفي توظيف المهنية حفاظاً على أجيالنا القادمة من السقوط في «براثن» التغير والنجاة من «مكامن» الخطر.