أ.د.عثمان بن صالح العامر
إن قلت حايل ردد الصوت نجران
حي الديار وحيا من هو سكنها
هذا هو البيت الأولى من قصيدة لا تتجاوز أبياتها أصابع اليد الواحدة، هي كما قال عنها مبدعها وباعثها صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعد بن عبد العزيز أمير منطقة حائل (رسالة خاصة) لصاحب السمو الأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد أمير منطقة نجران ولسمو نائبه ولأبناء المنطقة.
لقد كسر سمو الأمير عبد العزيز في رسالته هذه البروتوكول المعروف في مخاطبة أمراء المناطق بعضهم بعضًا، فجاء الشعر (ديوان العرب) بديلاً عن النثر، وكانت العلانية مقام السرية، والمشافهة لا المكاتبة، وإثبات المصدقية باللسان لا التوقيع، والشيء اللافت أن أميرنا المحبوب اختار لبعث هذه الرسالة الخاصة نهاية رعايته الكريمة لحفل اختتام فاعليات المسابقة الوطنية للابتكار (عصف) الذي أقامته جامعة حائل الثلاثاء المنصرم، وكأنه -حفظه الله- يومئ إلى أن الابتكار والتجديد والتغيير في زمن الرؤية 2030 التواقة لذرى سن المجد والمعانقة هام السحب سيطال كل شيء حتى لغة المخاطبات الأميرية، وفنون المراسلات الرسمية، وفي الوقت ذاته أراد -وفقه الله- من ذلك أن تكون له بصمته الخاصة في هذه المناسبة الرائعة والرائدة التي تحتفل فيه عشر جامعات من جامعاتنا السعودية بالفائزين في هذه المسابقة النوعية ذات الصبغة الابتكارية.
ومع أن هذه الرسالة كما نعتها صاحبه (خاصة) إلا أنها تحمل دلالات وطنية عديدة، فهناك في الجنوب تقبع نجران، وهنا حائل في الشمال تجتمعان تحت راية الوطن، وتستقران في قلبي خادم الحرمين الشريفين الملك (سلمان) وصاحب السمو الملكي الأمير (محمد) ولي العهد الأمين. وتنضويان في مسمى المملكة العربية السعودية، هذا الاسم العزيز لهذه الأرض الطبية التي وإن تباعدت المسافات بين مناطقها الثلاثة عشر إلا أن جسور الود بينها ممدودة وحبال الوصال مشدودة، ولذا كان البوح بهذه الرسالة في مجمع أكاديمي يحضره أساتذة وطلاب.
الجدير بالذكر أن منطقة حائل اختيرت لتكون ضيفاً ثقافياً على ملتقى الإعلام التوافقي الذي تقيمه هيئة الصحفيين السعوديين بمنطقة نجران مطلع الأسبوع القادم (وذلك امتداداً لدعم سمو أمير منطقة حائل في استضافة العديد من أبناء منطقة نجران ومناطق المملكة الأخرى في مناسبات وفعاليات مجلس شباب منطقة حايل ما يعزز التلاحم الوطني). شكراً أصحاب السمو الأمراء، شكرًا مجلس شباب منطقة حائل، شكراً هيئة الصحفيين السعوديين في فرع نجران، شكرًا لكل وطني مخلص عرف معنى الانتماء لهذه الأرض المباركة المعطاء المملكة العربية السعودية فكان منه الجهد والبذل والعطاء، ودمت عزيزاً يا وطني، وإلى لقاء والسلام.