سهوب بغدادي
فيما استضافت العاصمة السعودية أعمال المنتدى الخليجي لرواد الأعمال بنسخته الثانية، بتنظيم من الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة (منشآت) بمشاركة عدد من رواد الأعمال في المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي، إذ يسعى المنتدى منذ نسخته الأولى تحفيز المنشآت الصغيرة والمتوسطة على تأصيل أنشطتهم التجارية بغية الوصول إلى الفرص الاستثمارية المتاحة محليًا وخليجيًا، والاستفادة من التجارب الريادية الناجحة، إضافة إلى تبادل الخبرات بين القائمين على تطوير القطاع ومناقشة تحدياته. مثل هذه الملتقيات جلية التوجه في مضمونها لذا تلقى إقبالًا كبيرًا، في خضم توجه الشباب والشابات إلى العمل الحر والابتعاد عن ساعات الدوام الرسمية والعمل المكتبي، فقد يكون مستقبل المشاريع الصغيرة والمتوسطة أكبر من اسمهما، كما تغيرت وستتغير أفكار ومنهجيات الأجيال الحالية والمستقبلية، مع زيادة التمكين والتسهيلات -بإذن الله، وقد شهدنا ازدياد تنامٍ ملحوظ في هذا الموطن من خلال جمع الشخص بين العمل التقليدي و»البزنس»، ولغير المهتمين بقطاع الأعمال قد تكون الملتقيات المعنية في هذا الصدد مثرية وغنية بالمعلومات التي تدعم مجالات مختلفة وتنبثق من أساس الاستمرارية والاستدامة، كمراعاة ملف البيئة ومكوناتها أثناء القيام بالعمل وتقديم الخدمات، إذ يصب ذلك كله في تعزيز تواجد العلامة التجارية السعودية على الصعيدين المحلي والعالمي استنادًا إلى برنامج (صنع في السعودية)، وهو مبادرة وطنية أطلقتها هيئة تنمية الصادرات السعودية، ضمن برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية، الأمر الذي يتداخل ضمن بنود رؤية المملكة الطموحة 2030 والتي تعدنا بمستقبل مزهر وباهر -بإذن الله. إن ثقافة العمل الريادي يتداخل في مواطن عديدة في حياتنا ومن أبرزها في التعليم من خلال المناهج والمسارات المختصة بهذا المجال، والأجمل أن تخصص مثل هذه الملتقيات لعدد من الطلاب في المسار المعني لتحفيزهم على تطبيق مبادئ الريادة منذ أعمار مبكرة. إنها رحلة ممتدة ومتكاملة الجنبات، على الهامش: أكبر دور الجهات المعنية من وزارات وكيانات مختصة، فعلى سبيل المثال تواجدت منشآت في معرض الرياض الدولي للكتاب 2022 قبل أسابيع قليلة، وعقدت ورشات عمل ولقاءات وجلسات استشارية مجانية للزوار، كما لفتني إصدارهم تحت عنوان «قاموس ريادة الأعمال» الذي كان للاطلاع فقط لقلة النسخ المتوافرة، ونطمح مستبلًا أن يتم توزيعه للمهتمين.