صيغة الشمري
في كلمته لإطلاق الإستراتيجية الوطنية للصناعة، قال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء إن «لدينا جميع الممكنات للوصول إلى اقتصاد صناعي تنافسي ومستدام من مواهب شابة طموحة، وموقع جغرافي متميز، وموارد طبيعية غنية، وشركات صناعية وطنية رائدة»، مهندس النهضة السعودية الحديثة لم يشر إلى ممكن أساسي كان ينقصنا قبل 40 عاماً وكان سبباً في تأخرنا عن ركب النهضة الصناعية (التي سبقتنا إليها الصين والهند») كما صرح سمو الأمير عبدالعزيز بن سلمان، وزير الطاقة في فعالية وطن يصنع)؛ إذ أن كل ما عدده سموه كان لدينا حينها، إلا أننا لم نكن نملك الجرأة والعزيمة والرؤية الثاقبة.
واليوم لدينا استراتيجية وطنية طموحة تسعى للنهوض بالقطاع الصناعي وجعل المملكة بلداً صناعياً رائداً في مجموعة من السلع المختارة متبنية التوجهات العالمية في هذا الإطار؛ كالثورة الصناعية الرابعة والاستثمار بالتقنيات الحديثة الواعدة. يأتي ذلك في الوقت الذي تعاني فيه اقتصاديات كبرى من أزمة خانقة أرجأت بسببها خطط الإنفاق الرأسمالي وأغلقت آلاف المصانع والشركات العملاقة بعد تعثرها وإفلاسها فيما تتوسع السعودية في مشاريعها وخططها واستراتيجياتها النهضوية.
وما يميز هذه الاستراتيجية التركيز على مواطن القوة لدى المملكة لتكون انطلاقة للتحول، مثل المهارات البشرية والثروات الغنية والموقع الجغرافي المميز والشراكة الفعالة مع القطاع الخاص؛ سيبدأ فصل جديد من النمو المستدام يحقق العوائد الاقتصادية المرجوة بمضاعفة الناتج المحلي بنحو 3 أضعاف ورفع الصادرات الصناعية والتقنية وتوفير عشرات الآلاف من فرص العمل للشباب السعودي.
أيضاً من شأن هذه الاستراتيجية تعزيز مساهمة المملكة في نمو الاقتصاد العالمي وتزويد سلاسل الإمداد والتصنيع العالمية والعمل على حل الأزمات الاقتصادية التي تدفع شعوب المنطقة والعالم ثمنها. وبالرجوع لتوقعات صندوق النقد الدولي حول نمو الاقتصاد السعودي فقد وضعه على رأس معدلات النمو بين دول مجموعة العشرين ما يدلل على نجاح الاستراتيجيات والخطط الاقتصادية التي تنتهجها الحكومة السعودية.
لكن ما هو أهم من كل ذلك، أقول بصراحة إن أهمية الاستراتيجية الوطنية للصناعة تكمن في كونها تؤكد فك الارتباط بين الاقتصاد السعودي والنفط؛ فمع مرور الوقت تبين أن نعمة النفط هذه كانت في بعض المفاصل نقمة فقد كانت سبباً في جنوحنا للاستهلاك حتى صارت ثقافة تورث؛ وسمة تلاحق السعودي حيثما ورد ذكره. بيد أننا اليوم أمام فرصة لنثبت للعالم أن لدينا ثروة أعظم شأناً وقيمة من النفط وهي الإنسان والعقل السعودي وهو ما تؤكد عليه الاستراتيجية الوطنية للصناعة في كل حرف من محاورها.