الثورة التقنية تهدد الوظائف المكتبية، فإن المتتبع للمتغيرات المتلاحقة يدرك بأن الواقع مبني على الخصوصية وأمن المعلومات، فالبيانات الوصفية العامة متاحة للجميع، والشخصية لا تستخدم للمراقبة والتتبع، بل لتحقيق مصالح الأفراد والمؤسسات... وبات التحول الرقمي واقعاً في تفاصيل حياتنا اليومية. ومن أهم مقومات نجاحه (الخصوصية وأمن المعلومات)، وهذا لتعزيز الثقة والمشاركة المجتمعية فتأتي الخطوات وفق المعطيات والحاجة دون ارتجال والتجارب مستمرة لتنمية وتحديث المسيرة الشاملة.
ونلاحظ أن أداء الأجهزة الحكومية والهيئات يأتي متناغمًا مع الظروف والمتغيرات بذكاء ودراية وكفاءة عالية.
إن الابتكار خارج الصندوق... إنما هو لاستخدامات الطاقة البديلة في المجتمعات الحديثة سريعة التغير والتطوير... فجاء بناء المدن الرقمية (الافتراضية) مدن المستقبل: (ذا لاين)، ومشاركة الجميع في صياغتها لتعزيز الثقة الرقمية للأنظمة والسجلات لتسهيل التبادل المعلوماتي وتحقيق التحول الرقمي في شتى مناحي الحياة:
أنماط النقل، البيانات الجغرافية، التعاملات المالية، البيئة والحياة الفطرية، تعزيز استخدام آليات الذكاء الاصطناعي، الخدمات العامة، الصحة، التعليم. بتنسيق وتكامل وتعاون بين القطاعات... ومشاركة المجتمع لصياغة الاحتياجات وفق الظروف الملائمة للفروق المالية والاجتماعية...
فترى: هيئات التقنية الحكومية، القطاع الخاص، الأجهزة الحكومية، المجتمع البيئة (أنسنة المدن). لتأمين بنية تحتية جاهزة لصياغة حلول مستدامة أكثر كفاءة ومرونة تساعد في بناء المدن الذكية وتطويرها.. لضمان مستقبل زاخر متنامٍ متجدد يحقق أعلى معدلات الرفاهية والملاءة المالية والاستقرار المجتمعي... فإذا كانت سنغافورة قد حققت شوطاً طويلاً في مجال التحول الرقمي بسبب الإرادة الحقيقية وثقة 65 % من المجتمع بالحكومة. بينما لم تتجاوز هذه النسبة 45 % في أمريكا و25 % في فرنسا وإسبانيا... فقد بدأت بوادر نجاحها تتحق هنا في المملكة بأرقام ووقائع ومشاهدات حية نعيشها ونستشعر متعة أدائها في حياتنا اليومية. فالمجتمع أثبت أنه على ثقافة عالية وثقة راسخة في ولاة أمره، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم ويصلون عليكم...».
وقد بانت ملامح ماذا ستكون عليه الحياة في 2030، وأن ثقتنا في ولاة أمرنا لا حدود لها وانتماؤنا لأرضنا راسخ متجذر في عمق التاريخ وسنورثه لأبنائنا والأجيال القادمة... وسنوصيهم بتجديد الثقة وعهد البيعة ديانةً لله واتباعًا لسنة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- والدفاع عن ثرى هذه الأرض الطاهرة... في ظل عهد المجد والعزم أبي الظفرات خادم الحرمين الشريفين سلمان العزم وسمو ولي عهده المفدى عراب رؤية الريادة والسيادة محمد الخير لأبناء المملكة العربية السعودية حفظها الله من كل سوء.
** **
sh1ksa@yahoo.com الرياض