تدرك وزارة الصحة تنفيذ مسار الطريق المرصود نحو تفعيل خططها في المستقبل، وكذا الحال للتجمعات الصحية المنشأة حديثاً المتناغمة مع التوجَّه العام للتطوير، والتي عليها تحقيق الاحتياجات الضرورية الملحة.
وتبقى أنظار أهالي محافظة وادي الدواسر تترقب جدِّية وزارة الصحة، للدخول في مضمار الظروف الحالية والمستقبل، بإنشاء مستشفى شرق المحافظة.
وعلى الرغم من الأحياء المزدحمة بالسكان التي تمتد على مسافة تتجاوز 70 كيلاً شرق المحافظة، وكذلك بُعْد المستشفى الحالي الذي يخدم أكثر من 150 ألف نسمة، الذي يقبع في أقصى الجنوب الغربي للمحافظة على طريق وادي الدواسر - عسير، لم يحالف الحظ سكان شرق المحافظة بوجود مستشفى عام؛ مما يعني استمرار معاناة الأهالي في الذهاب للمستشفى العام الحالي، وذلك لبعد المسافة بينه وبين الأحياء الشرقية للمحافظة، علاوة على المشقة التي يعانيها المراجعون من المرضى للمستشفى الحالي، ومنهم من يتطلب مراجعة مستمرة، وبعضهم من ذوي الدخل المحدود، وبعضهم قد لا يملك وسائل مواصلات.
الحرص على صحة الإنسان وسلامته الجسدية والنفسية هو منهج خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله -، وهذا الملف يحظى بالدرجة الأولى على مستوى مناطق ومحافظات المملكة؛ باعتبار أن الإنسان السليم المعافى هو محور التنمية ومحرك عجلتها ودافع مسيرة النهضة والازدهار.
وما يحصل الآن من وزارة الصحة من تسويف أو تلكؤ في تلبية ذلك الاحتياج في إنشاء مستشفى شرق المحافظة، سواء بأسباب الاعتمادات المالية أو عوائق كتوفير الأرض، وأخرى لأن هناك مستشفى قريباً؛ بحسب تقديرات مَن هم خارج دائرة المعاناة في تلك الأحياء المكتظة بالسكان، هو نذير حصول نتائج سلبية لمزامنة ما هو مخطط، وما هو الواقع الحالي، حيث أحياء مراكز النويعمة والقويز والصالحية ونزوى والشرافاء وكمدة والمصارير وآل خليّف وكافة أحياء الجوبة، والجزء الشرقي بالمحافظة في الفترة الأخيرة قد شهد بناء الكثير من المعاهد والكليات للبنين والبنات وفرع جامعة الأمير سطام والمدينة الرياضية وغيرها من الدوائر الحكومية الأخرى والمدن الصناعية والمخططات السكنية، ممن يتطلب منسوبوها رعاية صحية.
كما أن تلك المنطقة تشهد حالياً تمدُّداً عمرانياً ونموَّاً سكانياً تواكب مع تلك المنشآت الحكومية العملاقة، فمستوى تلبية الاحتياجات الصحية في واقعه الحالي يفتقر للكثير من التسهيل على المواطنين والحرص على راحتهم وصحتهم، بل يمكن اعتبار ذلك مشوّهاً لما تريده القيادة الرشيدة في تلبية احتياج المواطنين وتوفير أقصى درجات العناية الصحية لهم..
نقطة جديرة بالذكر: القيام بالأدوار والوفاء بمتطلبات العمل الصحي البنَّاء من أحد أهم عناوين الرؤية السديدة للقيادة الرشيدة، وهنا على وزارة الصحة أن تحقق الرسالة السامية للوطن في هذا القطاع الحيوي والمهم الذي يُعنى بصحة الفرد والمجتمع.