د.عبدالعزيز الجار الله
هي حرب الطاقة الإعلامية، حركتها وزارة الخارجية الأمريكية والإعلام الغربي ضد المملكة لمساومات قادمة، لكن المملكة اعتادت على هذا النمط من الحروب الإعلامية وامتصت الصدمة وبادرت بالرد وتفادي مسار العاصفة، صحيح أننا لا نملك الأجهزة الضخمة من الإعلام الغربي الهادر، لكننا نملك الثبات والحقائق الساطعة التي تدحض الادعاءات وتعريها أمام العالم، فكانت مجريات الأحداث هكذا:
أولاً: في البدء الحكومة الأمريكية ووزارة الخارجية قالت: عقب قرار «أوبك بلس» في 5 أكتوبر 2022م في خفض إنتاج النفط، وصف القرار بأنه بمثابة انحياز للمملكة في صراعات دولية وأنه قرار بُني على دوافع سياسية ضد الولايات المتحدة الأمريكية.
ثانياً: جاء رد وزارة الخارجية السعودية يوم الأربعاء 12 أكتوبر 2022: بأن حكومة المملكة تعرب عن رفضها التام للتصريحات الأمريكية الصادرة تجاه المملكة. وقد أكدت المملكة رفضها للتصريحات التي لا تستند إلى الحقائق، وتعتمد على محاولة تصوير قرار «أوبك بلس» خارج إطاره الاقتصادي البحت، وهو قرار اتخذ بالإجماع من كافة دول مجموعة «أوبك بلس». وقالت المملكة إن اجتماعات «أوبك بلس» يتم تبنيها من خلال التوافق الجماعي من الدول الأعضاء ولا تنفرد به دولة دون باقي الدول الأعضاء.
ثالثاً: دعم مجلس التعاون الخليجي يوم الخميس 13 أكتوبر 2022م مواقف المملكة عبر إصداره بياناً يؤيِّد ويقف مع المملكة حيال مواقفها الثابتة المتعلِّقة بالقرارات الصادرة من «أوبك بلس».
رابعاً: أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية تصريحات فيما بعد بلغة أخرى غير السابقة تناقلتها وكالات الإعلام الدولية، حيث أكدت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الجمعة الماضية 14 أكتوبر 2022 بعد أسبوع من تصريحاتها السابقة في 5 أكتوبر، وقالت: إن لديها مصالح مشتركة عديدة مع السعودية، وتحرص على عدم المساس بها. وأضافت الخارجية الأمريكية: إن 70 ألف مواطن أمريكي يعيشون في السعودية، وإن العلاقات مع المملكة متعدِّدة الأوجه؛ مصالح أمنية وحيوية بين أمريكا والسعودية. خامساً: تم الاتصال الهاتفي بين ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز والرئيس الأوكراني يوم السبت الماضي 15 أكتوبر 2022م.
وعبَّر الرئيس الأوكراني في بداية الاتصال عن شكره وامتنانه لسموه لتصويت المملكة لصالح قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما عبَّر الرئيس الأوكراني عن شكره لاستعداد سموه الاستمرار في جهود الوساطة الهادفة إلى إيجاد حل للأزمة. كما أعرب الرئيس الأوكراني عن شكره وتقديره لسموه على قرار القيادة السعودية بتقديم حزمة مساعدات إنسانية إضافية لأوكرانيا بمبلغ 400 مليون دولار.