قبل أن أبدأ مقالي هذا دعونا نقرأ مفرّقين بين ثقافتين مختلفتين ظاهراً، متفقتين باطناً في مسمّى الثقافة من عدّة نواحٍ ثلاث:
- إن الحضور في الأمسيات والأنشطة والفعاليات أمرٌ يفرضه حبّ الشغف والاستماع للإبداع وهذا معلوم ومشاهد من الجميع.
- أما الغياب فيبقى يسير على « عكّاز « يصل نعم لكن يقبل متأخراً بعد أن فضّ السامر وكل أخذ ما يريد من الثقافة.
- ثقافة الحضور في حضرة السيّد غياب وهنا مربط الفرس كما يقولون، ولكن كيف؟
إن بين الحضور والغياب فاصلة تربط بينهما بين الحضور والغياب أقصد، بمعنى أكثر وضوحاً التسويق للمبدع الذي يمتلك أدوات الفكر والأدب والثقافة عموماً, فالغياب بالمطلق طبعاً خطأ فادح يضرّ مشهدنا الثقافي وكذلك الحضور لأجل الحضور، فقط من أجل مجاملة «فلان وعلاّن « وليس للاستماع للإبداع والتفاعل معه وهنا يأتي الحضور في حضرة السيّد غياب..
إننا جميعاً كممارسين للعملية الإبداعية نخشى من مواجهة الحضور، وصدقوني يشمل كل مستويات الفنون مسرحاً، شِعْراً، قصّة، رواية وهكذا، بل حتى كاتبكم «السعلي» قبل أن يكتب الآن هنا ضاغطاً على الحروف كتابة يعمل لكل قارئ ألف حساب وحساب فإن أي كاتب إذا تعالى على قرّائه تخلّوا عنه وآسف للعبارة القادمة «شتموه «
وانهالوا عليه سخرية عليه وعلى من سمح له بممارسة كتابة زاوية، في المقابل هناك كتّاب يحترمون عقول مَنْ يَقْرَأ لهم وهم كُثُر ولله الحمد...
نعود لمفردة أن حضور المبدع تسويقاً لإبداعه لا يقل أهميّة من الذي يحضر ويكون عقله وفكره وقلبه حازماً جارماً أن يخرج من حضوره لأي فعالية وهو مشبع بالثقافة ولا يكون ذاك الحضور فقط مجاملة وهو غائب لا يعرف مَنْ المشاركين ومن أجل كانت تلك المناسبات ولأجل ماذا ؟
نريد من المبدع أن يحضر حضور ثقافة لا حضور محسوبية وشللية ونريد أيضاً من الجمهور أن يحضر دون خارطة السيّد غياب، نريد من مسؤولي تلك الفعاليات والأنشطة أن يحفّزوا الاثنين المبدع والحضور لا فقط رسائل ربما تصل على ظهر سلحفاة، وقد كفتهم مواقع التواصل الاجتماعي نشراً وانتشاراً على نطاق واسع ومع ذلك إن بعض مسؤولي الثقافة والأدب والفن ربما أقول ربما يتعمدون إخفاء بعض الفعاليات عن المبدع والحضور معاً لأجل قطف وردة من أتوا به ليكرموه حتى المُقَدِم وكل من شارك في هذا التكريم منهم وفيهم ونتمنّى أن تختفي مثل هذه الممارسات « الصبيانية « من البعض طبعاً فالكل له حق المشاركة والتفاعل، دعونا نعطي المبدع حقه بالحضور وكذلك نبسط للحضور سجادة الثقافة.
إن الحضور في حضرة السيّد غياب نرفضه شكلاً وموضوعاً ولعلنا نستبدلها بحضور تفرش له سجادة الإبداع ليقطف وردة الثقافة وهذا وعلمي. وسلامتكم
سطر وفاصلة
احفظني يا حبيبي في
غيابي
امتلكني يا قمرا في
حضوري
لا تجعلني بين بين ولا غرابين
احملني على
كفّيك
راحة يديك
نطير معا إلى سمائنا الثامنة
ونعود محمّلين في مجلّد سطوري
نكتب أول حرف الغرام
وآخر رحلتنا رسائل السلام
تعالي حبيبتي انخ حرفك على فاصلتي
ونستجمع بقايا السؤال بلا عجب ولا كيف
تعالي نرفع هامات كلماتنا
ونمضي إلى بحر عشقنا
في قلبك وفي جذوري
** **
- علي الزهراني (السعلي)