سهوب بغدادي
فيما تعنى هيئة المسرح والفنون الأدائية بتنظيم وتطوير القطاع والنهوض به للوصول إلى مستويات عالمية، وخصوصاً أن هذا القطاع يرتبط بأحد أعرق وأقدم الفنون، كما تعمل على إرساء منهجيات وأسس للعمل في المجال بشكل أكثر تنظيمًا واحترافية، بما يتضمن ذلك تشجيع الأفراد والمؤسسات والشركات على صناعة محتوى مسرحي محلي يخدم القطاع وينميه بما يتماشى بالتوازي مع رؤية المملكة الطموحة 2030، مما لا شك فيه أن الفن يعد أحد أذرع القوى الناعمة التي تعكس الهوية الحقة للدولة وشعبها، من هنا، أعلنت هيئة المسرح والفنون الأدائية مؤخرًا عن برامج نوعية في مجال المسرح الأدائي والموسيقي لأكثر من فئة عمرية، ومن حسن الحظ، وقع علي الاختيار لأنضم إلى برنامج المسرح الموسيقي الممتد لثلاثة أسابيع بواقع 49 ساعة، حيث أشرف على تدريبنا أشخاص محترفين في المسرح والعمل الفني والموسيقى من بريطانيا، حيث يوجد المنتج الإبداعي والدرب السيد كريس جريدي صاحب مؤسسة كريس جريدي للتدريب والفنون، والممثل ومعلم الموسيقى اليستار بروكشو، والمديرة الفنية والمخرجة والمؤلفة بوبي بورتون مورجان، والكاتب والملحن والمنتج الكساندر راد، والمخرجة المسرحية إيلي جونز، والمصممة المسرحية ميليسا صوفويان، والشابة لينا الغمري التي كانت معنا في كافة مراحل البرنامج من الألف إلى الياء، بدايةً دخلت البرنامج نظرًا لتعلمي عزف البيانو منذ عامين ومنذ ذلك اليوم بت أعزف بمفردي في غرفتي، فكان انضمامي للمسرح الموسيقي الأول من نوعه في المملكة العربية السعودية بمثابة توظيف مهارتي في العزف من خلال المسرح، ولم أكن أتخيل يوماً أنني سأبرع في أمور أخرى ككتابة السيناريو، والتأليف، والتلحين والتمثيل، فكان البرنامج المكثّف بمثابة المزيج الفني والإبداعي الفريد من نوعه، من ناحية تقديمه في تلك الفترة الضيقة، وعبر تسخير الجهود والمتابعة والإشراف الحثيث من قبل منسوبي الوزارة وهيئة المسرح والفنون الأدائية على وجه التحديد، بالتأكيد خرجت وأصدقائي - عددهم ما يقارب 30 شخصًا- بمفاهيم جديدة عن الأداء المسرحي بأنواعه ورحلة صنع العمل المسرحي، كما استفدت كإعلامية على سبيل المثال لا الحصر في تفعيل لغة الجسد الملائمة لإيصال رسالة معينة للجمهور، وطريقة وأماكن وقوع النظر، وما على ذلك من الأمور التي توظّف في الحياة اليومية، إن ما وجدته فاق التوقعات وتعدى مرحلة المفاهيم الموروثة عن المسرح، بفل الدعم المتواتر الذي توليه قيادتنا الحكيمة للوزارات والكيانات الفعَّالة في مملكتنا بهدف تحفيز المبدعين على خلق ما يمكن خلقه وإيجاد بيئة خصبة لهم، وأخص بالشكر لسعادة الأستاذ سلطان البازعي الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية في السعودية على دعمه وتشجيعه غير المنقطع للمبدعين كافة، فمعًا يدًا بيد نرتقي -بإذن الله - في كافة المواطن.
ختامًا: ظننت أنها النهاية عند انقضاء البرنامج إلا أنني أدركت أنها فقط البداية، فشكرًا لكم..