علي الصحن
يقول رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم ياسر المسحل: «إن الفترة القريبة القادمة التي ستعقب مشاركة الأخضر في مونديال قطر ستشهد الإعلان عن بطولات الأندية «موثقة» بطريقة وآلية ترضي الجميع، مؤكداً أن التوثيق سيتم منذ نشأة كرة القدم في المملكة وليس من تاريخ تأسيس اتحاد كرة القدم، مشيراً إلى أن هناك بعض البطولات في تاريخ الكرة السعودية لا يعرفها بعضهم، وأن التوثيق سيكون عادلاً دون بخس حق أي نادٍ في أي بطولة حققها»، وهنا لا اعتراض على التوثيق من ناحية المبدأ، بل هو مطلب الجميع، من أجل وضع حدٍّ للمزايدة على أرقام البطولات بين الأندية السعودية، ودخول بعض الإعلاميين على الخط، مما أدى إلى إحداث شوشرة وتشكيك، وأصبحت أرقام البطولات محل أخذ ورد وتناقض بين شرفي وإعلامي وكلٌّ يفتي على طريقته ويقدم الأرقام وفق هواه وحدود معلوماته.
المشكلة في قول رئيس اتحاد الكرة إن التوثيق سيتم بطريقة وآلية ترضي الجميع، فهل هناك آلية غير الأرقام والتواريخ والبطولات الرسمية يمكن الاعتماد عليها، علماً بأن هناك من يصر على إضافة بطولات مناطق وبطولات ودية لرصيده في البطولات، حتى أصبحنا نسمع عن ثلاثة أندية تتشارك في الفوز ببطولة واحدة وفي تاريخ واحد, وهذا ما سيعيدنا إلى المربع الأول من جديد، «فالتوثيق لن ينهي الجدل، لأن الجدل لم يكن قائماً على أسباب علمية وحجج منطقية، ولكنه قائم على هوى، وما آفة الرأي إلا الهوى، وصاحبه لا يمكن أن تقنعه، ولا فائدة من محاججته والدخول معه في نقاش لا ينتهي، وجدل ممدود إلى ما لا نهاية».
في قول المسحل إن « التوثيق سيتم منذ نشأة كرة القدم في المملكة وليس من تاريخ تأسيس اتحاد كرة القدم» ما يعني بصورة مباشرة أن اتحاد الكرة لن يكون هو المسؤول الوحيد عن التوثيق، فكيف يوثق بطولات لم تقع تحت إشرافه ومسؤوليته، بل وأقيمت قبل تأسيسه، فهل يملك الاتحاد مثلاً المستندات الخاصة بهذه البطولات وتواريخها وصفتها ومدى رسميتها والجهة القائمة عليها والمنظمة لها، وقد كتبت في هذه الزاوية عن ذلك قبل ست سنوات « توثيق البطولات لم يكن لازماً لوكان لدى الاتحادات الرياضية واللجنة الأولمبية سجلات موثقة، وملفات واضحة لجميع البطولات التي أقيمت منذ انطلاقة الرياضة السعودية، كان يكفي أن يقدم كل اتحاد إحصائيات لبطولاته الرسمية ويستخلص الناس النتائج بلا لجان وفرق عمل، أما وقد عز ذلك على الاتحادات فقد كان لزاماً أن يكون هناك فريق توثيق، لا لتقديم البطولات الرسمية فهذه متفق عليها، وليس للتعريف بالفريق الأول فذاك أمر أجمع الناس عليه، ولكن لاستبعاد بطولات الحواري والمدارس والسداسيات والمسابقات الرمضانية والبطولات السنية والمنافسات الودية من السجلات الرسمية، وتقديم وثائق يُعتد بها تتضمن بطولات موثقة لها ضوابطها ويعرف الناس منافساتها وتملك جميع الأندية حق المشاركة بها» 10نوفمبر 2016.
السؤال الآن: ما هي الآلية التي ستتبع لتوثيق البطولات؟ وهل هناك مستندات رسمية سيتم العودة إليها والاستناد لها عند التوثيق، وهل ستشارك جهات أخرى اتحاد الكرة في العملية؟ ولماذا لم يكتف اتحاد الكرة بإعلان البطولات التي أقيمت تحت إشرافه ومسؤوليته، ومنها بطولة الدوري وهي البطولة التي طالب الجميع بكشف عدد نسخها وتاريخ انطلاقها وأبطالها؟
أخيراً أعيد ما ذكرته غير مرة بأن إعلان عدد بطولات الأندية السعودية لن يكون نهايةً للجدل الدائر بين عدد من الأطراف حول بطولات كل فريق، ولن يكون الإعلان كافياً لإغلاق الأبواب أمام من يشكك في إنجازات الآخرين ويأخذ منها أو يضيف عليها دون ضابط غير العاطفة والهوى والمصالح والبحث عن شهرة زائفة.