حوار - عبده الأسمري:
كشفت رئيسة لجنة المرأة في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية السيدة سروناز جيت ساز في حوار خاص مع الجزيرة أن نظام الملالي سمته الأولى كراهية النساء، وقد قمع أكثر من نصف سكان إيران بواسطة قوانين معادية للمرأة لأكثر من 40 عامًا، وأضافت أن النظام الأيراني سجن أكثر من عشرين ألف سجينة من النساء في الانتفاضة الأخيرة، وطالبت ساز بضرورة إيفاد بعثة لتقصي الحقائق حول السجون ومقابلة الأسرى وخاصة السجينات في مختلف السجون.
* ما هي الأعمال التي قامت بها لجنة المرأة في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية؟
- قبل 35 عامًا في أبريل 1987، وافق المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية على خطة حريات وحقوق النساء بمقدمة و13 مادة. وكانت هذه الخطة الأولى في إيران، حيث لم تتم مناقشة قضية المرأة وحقوق المرأة في عهد خميني في إيران. وتؤكد هذه الخطة على ضرورة إلغاء وإزالة كل أشكال الاضطهاد والإكراه والتمييز من قبل النظام الكهنوتي، وتشدّد على المساواة الكاملة في الحقوق الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية بين الرجل والمرأة.
انخرطت لجنة المرأة في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في فضح انتهاكات الحقوق الأساسية للمرأة الإيرانية على المستوى العالمي، وذلك في علاقتها بهيئات حقوق الإنسان وحقوق المرأة والمنظمات غير الحكومية.
وتتواصل نشاطاتها مع نائبات البرلمانات وتشارك في اجتماعات الأمم المتحدة الخاصة بالمرأة. كما أنها تنشر تقارير سنوية عن وضع المرأة في إيران، بالإضافة إلى نشرها على موقع اللجنة على الإنترنت، وتضع هذه المعلومات للجان الخاصة بحقوق المرأة.
وتعمل لجنة المرأة في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية على تعزيز مساواة المرأة في جميع المجالات القانونية والاجتماعية والسياسية، بناءً على خطة النقاط العشر للسيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة حول إيران الغد.
* ما هي أوجه الاضطهاد والقمع التي تتعرض لها المرأة الإيرانية من النظام؟
- ديكتاتورية ولاية الفقيه مناهض للحرية في جميع المجالات، مناهض لحرية الفكر وحرية التعبير ونظام مناهض للمرأة. أي أن لها سمتين مميزتين: مناهضة للحرية ومعاداة للحقوق النساء. ونتيجة لهاتين السمتين، تعرضت المرأة لأكبر قدر من المعاناة والضغط والإكراه. المرأة تعاني من اضطهاد مزدوج في هذا النظام.
*هل يمكن أن نقول إن نظام الملالي سمته الأولى كراهية النساء. وقد قمع أكثر من نصف سكان إيران بواسطة قوانين معادية للمرأة لأكثر من 40 عامًا؟
- العنف ضد المرأة ظاهرة طبيعية في ثقافة الملالي. ففي سجون ومراكز التعذيب التابعة للنظام تم تطبيق أبشع أشكال التعذيب الوحشية واللاإنسانية، والمناهضة ضد النساء، يصعب وصفها. حيث تم إعدام عشرات الآلاف من السجينات المجاهدات أو استشهدن تحت التعذيب.
* ماذا عن دور المرأة الإيرانية في انتفاضة إيران ومحاربة نظام الملالي؟
- بدأت الانتفاضة الإيرانية منذ أكثر من شهر وانتشرت في أنحاء إيران في حوالي 200 مدينة وفي 31 محافظة. واستشهد حتى الآن أكثر من 400 شخص وجرح الآلاف واعتقل أكثر من 20 ألف شخص. وهناك عدد كبير من النساء والفتيات بين الشهداء والجرحى والمعتقلين.
* في هذه الانتفاضة، كان دور النساء والفتيات بارزًا جدًا بشكل اعترفت به السلطات ووسائل إعلامه مرات عديدة. وأشارت إلى دور النساء في قيادة وتوجيه الاحتجاجات في العديد من المدن.
- برأيي أن هذا الحضور وهذا الدور والعزم ليس ظاهرة من نشأة الساعة، حيث مرّ بعملية تطورية وله سند في نضال دام لمدة 43 عامًا من الغضب والكراهية المتراكمة، وثورة كلّفت دماء 120 ألف شهيد.
والفتيات والنساء اللواتي صنعن الانتفاضات ومجموعات وحدات المقاومة التي تلعب دورًا قياديًا في العديد من الانتفاضات واصلن طريق هؤلاء الشهداء. إلهاماً من السيدة مريم رجوي، قد تعلمت هؤلاء النساء أنهن قادرات على التغلب على أي عقبة أو خوف أو شك. لقد تعلمن أن عليهن دفع ثمن التحرر والمساواة وألا يتركن وراءهن أي عقبة.
* علاقة لجنتكم بالداخل وأبرز مطالب لجنتكم على وجه الخصوص، والمرأة الإيرانية بشكل عام؟
- الرغبة الأساسية للمرأة الإيرانية، وكذلك الرجال في إيران خلال الانتفاضة الأخيرة، هي الحرية في جميع المجالات. ومطلبنا في المجلس الوطني للمقاومة وفي المقاومة الإيرانية لم تكن أكثر منذ اليوم الأول سوى الحرية، والحرية، ثم الحرية.
لكن الحرية والمساواة لا يمكن أن تتحقق إلا بإسقاط الملالي، والإطاحة بهذا النظام المناهض للنساء ليس انتصاراً للشعب الإيراني والمرأة الإيرانية فحسب، بل انتصاراً لجميع شعوب المنطقة. وفي رأيي أن هذا التطور سيكون نقطة تحول في الحركة النسائية على المستوى العالمي.
* هل هناك نساء إيرانيات بالخارج يدعمن لجنتكم في المقاومة ضد نظام الملالي؟
- منذ عام 1981، عندما بدأ نظام الملالي قمعًا وحشيًا على نطاق واسع، رأينا كل عام في الخارج مظاهرات وتجمعات ونشاطات نظمها أنصار هذه المقاومة دفاعًا عن الشعب وضد النظام الملالي. كما أن التجمع السنوي للمقاومة يذكرنا بفصول من تاريخ مقاومة إيران وله أهمية تاريخية. ولمناسبة اليوم العالمي للمرأة نقيم مؤتمرات واجتماعات سنويًا، وفي تنظيم وإدارة هذه المؤتمرات، يكون للمرأة الإيرانية الحرة في الخارج حضور فاعل وتلعب دورًا مهمًا بشكل عام في المعركة التي استمرت لأكثر من 40 عامًا مع هذا النظام.
* كيف تقيمون وضع النساء حول العالم في دعم أهدافكم؟
- من خلال الأنشطة المكثفة طوال الأعوام الماضية فإن المقاومة الإيرانية بشكل عام ولجنة المرأة بشكل خاص حصلا على دعم واسع في جميع أنحاء العالم. إن رد الفعل العالمي على الانتفاضة الأخيرة مثال واضح على ذلك. فبعد انتفاضة الشعب الإيراني احتج المجتمع الدولي على وحشية حكومة ولاية الفقيه تجاه المواطنين الإيرانيين وأدان جرائم النظام. مؤيدو الانتفاضات الشعبية هم مجموعة من المسؤولين الحكوميين والسياسيين والبرلمانيين وأساتذة الجامعات والفنانين والرياضيين والصحفيين، وللنساء دور بارز.
* وهل هناك إحصاءات دقيقة عن عدد السجينات في سجون النظام وكم عددهن وما هي قضاياهن؟ هل عندك قصص قتل وتعذيب تعرضت لها نساء خلال المقاومة الحالية، وهل لديك قصص سابقة؟
- بسبب سيطرة الديكتاتورية من الصعب الحصول على عدد دقيق من السجناء. لكن هناك عددًا كبيرًا من السجينات السياسيات في سجن إيفين وسجن قرجك وسجون عواصم المحافظات، بما في ذلك سجن سبيدار الأهواز وسجن سمنان. أكثر من عشرين ألف سجين في الانتفاضة الأخيرة من النساء. طبعًا وضع النساء في هذه السجون سيء جدًا لأن النساء كما قلت تعرضن لاضطهاد مضاعف ونتيجة لذلك يحاول نظام الملالي جعل الظروف اللاإنسانية للسجينات أكثر سوءًا.
وخلال الأربعين سنة الماضية، تم اعتقال وإعدام عشرات الآلاف من المجاهدات والمقاتلات في النضال ضد الفاشية الحاكمة في إيران، أو استشهدن تحت وطأة التعذيب الوحشي، وعدد محدود منهن اللواتي نجين من سجون النظام ممن كتبن مذكراتهن في كتب عدة، وقد ودعت المقاومة الإيرانية ولجنة المرأة مراراً إلى الإفراج عن السجناء، لا سيما السجناء، وشدّدت على ضرورة إيفاد بعثة لتقصي الحقائق حول السجون ومقابلة الأسرى وخاصة السجينات في مختلف السجون.