عثمان أبوبكر مالي
هل كان حديث رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، الذي تم مساء الاثنين الماضي (مقصودًا) من خلال ما طرحه والأسئلة التي أجاب عليها؟
كان يفترض أن اللقاء مخصص للحديث عن المنتخب الوطني الأول لكرة القدم قبل سفره إلى معسكره الإعدادي في أبوظبي للمشاركة في نهائيات كأس العالم 2022م في الدوحة، لكنه تطرق فيه إلى أمر مهم وصاخب و(جدلي) في الشارع الرياضي السعودي ويعرف ذلك؛ وهو موضوع - كما قال نصًا - (توثيق تاريخ اتحاد كرة القدم).
هل كان الحديث الذي أدلى به وتطرق بتفاصيل عن (توثيق البطولات) مقصودًا أم أنها (كرة ثلج) رماها بذكاء لأمر (في نفس المسحل)؟
ما إن انتهى تصريح رئيس الاتحاد وتم تناقله ووصل إلى (عشاق الأندية) حتى بدأ الجدل والحديث عنه، وانطلقت التساؤلات تطرح وعلامات الاستفهام تنطلق، والتأويلات والتفسيرات والتكهنات تنتشر إعلاميًا ومجتمعيًا، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة مع وجود (تفاصيل صغيرة) في حديثه تحتاج إلى توضيح وتفسير.
هل كان رئيس الاتحاد في قوله (توثيق بطولات الاتحاد) يقصد (حصر) بطولات الأندية الرياضية التي لعبت جميعها منذ (انطلاقة) ونشأت الكرة السعودية، بغض النظر عن (الجهات الرسمية) التي نظمتها وأشرفت عليها والتي كانت مسؤولة عن اللعبة في ذلك الوقت، قبل تأسيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أم أنه قصد حصر البطولات التي نُظمت بعد تأسيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، عام (1956م) وفيهما تاريخان مختلفان كثيرًا، وهما موضع خلاف كبير بين بعض الأندية ومؤرخيها، والخلاف لأن الحصر بالتأسيس (وقد ألمح إلى ذلك) يعني أنه سيكون لستين عامًا فقط؛ في بلد تلعب ووجدت فيه أندية تمارس كرة القدم (رسميًا) قبل أكثر من تسعين عامًا، وسيغير ذلك عدد وأولويات تحقيق البطولات، ومسمياتها ويقلبها رأسًا على عقب، وهذا لن يوقف الضجيج والجدل والازدراء ولن يجد الرضى في الوسط الرياضي لدى وبين الإعلام وجماهير الأندية الرياضية، وإن كان في التصريح ثمة مؤشر يوحي بأمر مختلف من خلال إشارة وردت فيه، قد يفهم منه أن الأمر سيُترك لكل ناد ليوثق و(يحصر) بطولاته، وذلك من خلال (نظام) محدد وواضح، حيث أشار رئيس الاتحاد إلى أن التوثيق سيتم (بطريقة وآلية ترضي الجميع)، وأفهم منه أنه قد يعني تحديد (الإطار العام) الذي سيعتمد عليه في (تصنيف) البطولات، اعتمادًا على قواعد واضحة ومحددة، مثل (لائحة التنظيم) التي أقيمت بها كل بطولة، وبالتالي يتم التفريق بين هذه البطولة وتلك.. ولكن هل سيقفل ذلك الموضوع والجدل ويرضي الجميع، كما بشرنا ياسر المسحل؟!
سؤال آخر طُرح بتوسع في أكثر من مكان.. هل كان رئيس الاتحاد (جادًا) في الموضوع أم أنه مهد (لكرة ثلج) صنعها لتبدأ تتدحرج من الآن (في فترة توقف الدوري الطويلة) ومن ثم ستكبر وتتوسع بعد الانتهاء من المونديال، وتغطي على المواضيع التي تتعلق بالمنتخب سواء الآن أو بعد النتائج في الدوحة؟! أظنه سؤال مشروع.
كلام مشفر
- حدد المسحل بداية العمل في (المشروع) بعد الانتهاء من المونديال، وهي فترة قريبة، وستفصل أو ستكون على مسافة ستة أشهر (تقريبًا) من انتهاء فترة الاتحاد السعودي لكرة القدم وبلوغها سنواته الأربعة المحددة.
- هل المشروع (حملة انتخابات) مبكرة يبدأها المسحل بذكاء وستكون مرتكزًا لتحقيق نجاح في آخر فترته الرئاسية الأولى بعد النجاح في بلوغ المنتخب للمونديال، وبالتالي هو بداية (حملة الترشح) لفترة رئاسية ثانية، خاصة إذا جاءت طريقة وآلية المشروع (بالفعل) ترضي الجميع؟
- بلغة احترافية تحدث مدرب الاتحاد لكرة القدم السيد (نونو سانتو) فيما يتعلق عن الأنباء التي تسربت عن تلقيه عرضًا للعودة إلى ناديه السابق (ولفرهامبتون) الإنجليزي فبدد المخاوف التي كانت عند بعض جماهير النادي (المتعاطفة) معه، والتي كانت تضع أيديها على قلوبها ليس خوفًا من رحيله وإنما الخوف أن يكون بديله من (المكتب الروماني).
- الخبر الذي قال عنه المدرب إنه مجرد إشاعة، الغريب فيه أن من عززه ووسع انتشاره بين الجماهير بعض (الأذرع الإعلامية) المحسوبة على الإدارة وهي تستقي معلوماتها من مسيري النادي - حسب قولهم - وهي أسماء معروفة، ورغم أن كثيرًا من معلوماتها في السابق كانت إما كاذبة أو مضللة أو مختلقة لكنها لا تزال تستند على المصدر الذي يتلاعب بها.