من الحكم القديمة أنه مهما حاولت فلن ترضي كل من حولك؛ ينطبق ذلك على مدربي كرة القدم ومنهم السيد هيرفي رينارد وقبله الكثير؛ فمهما اتفقنا أو اختلفنا مع المدرب حول بعض اختياراته تظل هناك خيارات تعبر عن قناعاته الشخصية ورؤيته الذاتية لا نستطيع فهمها ودائماً المدرب الأقرب للمنظومة ويعلم احتياجاته من لاعبين يخدمون أهدافاً وخططاً بعينها، وأستغرب من الذين يمارسون الوصاية على المنتخب بآراء بالية لا تعبر إلا عن تقوقعهم داخل أنديتهم ولاعبيهم المفضلين.
رينارد من المدربين الذين يعتمدون أسلوب الاستقرار الفني لذا فإن تغييراته محدودة وذلك أحد أسباب نجاحه حتى الآن مع المنتخب, المتابع لتصريحات رينارد الأخيرة يلمس عدم رضاه عن الطريقة التي ينظر بها البعض لعمله سواء من ناحية اختيار اللاعبين؛ المبتعد والمصاب والاحتياطي أو نتائج المباريات الودية والتي تراوحت بين الهزيمة مع كولومبيا/فنزويلا والتعادل السلبي مع الإكوادور/أمريكا, وذكر وجهة نظره في المسألتين بإقناع وشفافية؛ وأن الهدف الاستفادة الفنية بغض النظر عن النتيجة.
معسكر أبوظبي تقرر اللعب ضد خمسة منتخبات عالمية تخدم حضور الأخضر أمام منتخبات المجموعة التي تضم فرقاً من الصف الأول الكروي وما بعده؛ الأرجنتين المكسيك وبولندا، نلاعب لأجلها فرق مقدونيا ألبانيا هندوراس أيسلندا وبنما. ودائماً التركيز بالوديات على الاستفادة الفنية والتجريب الوقوف على استعداد العناصر المختارة وما نتمناه أن يتدارك السيد رينارد الوضع قبل دخول منصة كأس العالم بإيجاد بدائل إدراكية بدلاً من الاستمرار بالمكابرة بعناصر منخفضة الإنتاجية أو مصابة وكأن مافي البلد إلا ها الولد فلم يعد مقبولاً ولا مناسباً أن نلعب كأس عالم سادسة على طريقة المشاركة الشرفية التي تنتهي نهاية مأساوية بدور المجموعات فهذه مرحلة تخطيناها منذ زمن، الآن الكرة السعودية تقدمت كثيراً وتطورت على مستوى الاحتراف والأندية واللاعبين وأصبح لها مكانتها القارية والعالمية ومشاركاتها الدولية ويجب أن نثبت للعالم حضورياً جدارتنا باللعب ضمن النخبة والوصول لأدوار متقدمة رغم أن الحسبة صعبة والمجموعة أصعب.
مرحلة الإعداد الأخير من أهم المراحل كونها تترك أثراً مباشراً على نتائج المشاركة الرسمية فنياً وبدنياً نفسياً وذهنياً لهذا المطلوب الآن الدعم والثقة، فأي انتقاد سلبي سيترك آثاراً صعب تمحى في نفوس اللاعبين والمدرب مما ينعكس أثره على نتائج المنتخب, منتخبنا بفضل الله ودعم وثقة الجميع قادر على تحقيق نتائج إيجابية كرة القدم تخدم من يخدمها، صحيح مجموعتنا صعبة وقوية لكن رأينا النسخ الماضية منتخبات عالمية من الصف الأول مرشحة للقب تخرج من دور المجموعات ومنتخبات دخلت للمونديال من باب المشاركة الشرفية تصل لمراحل متقدمة من النهائي ونصف نهائي محدثة أم المفاجآت, كل شيء ممكن إن كنا نؤمن بأنفسنا ومالدينا وبالثقة والدعم سنحصل على كل ما نريد.
** **
- هيا الغامدي
@haya_alghamdi