علي الخزيم
شعب طويق - كما أسماهم سمو ولي العهد - لا ينكسرون أو ينهزمون أمام هرطقات وخزعبلات المُغرضين، فشباب الشعب العظيم لديهم القدرة والشجاعة والإقدام للتصدي لكل حاقد مُتقصِّد لبلادنا بشروره وبهتانه، وأثبتوا بمواقف وأحداث متكررة أنهم أهل للوفاء والوطنية الصادقة، ينافحون عن قضايا الوطن ويصدون عنه هجمات من لا يريدون له الاستقرار والنماء والتطور، ويواجهون بكل بسالة خطط المعادين ويفشلونها بفكرهم وأفكارهم النيّرة المتأنية المتعقلة، لا يخرجون عن دوائر الذوق والأدب العام، يعرفون كيف يديرون الحوارات والنقاشات عبر الفضائيات وعبر مواقع التواصل الاجتماعي المتعددة، يملكون الثقافة العامة والمتخصصة بأمور السياسة والاقتصاد والعلاقات الدولية، نجحوا بتجارب سابقة بتحطيم مزاعم جهات مشبوهة وأحزاب تجاهر بنواياها ضد بلادنا إلى حد تصريحها بجعل هذا الوطن الأبي الكريم منبوذاً على حد زعمهم وأمانِيِّهم الضالة.
الآن تعود الحملات الإعلامية المُغرضة الحاقدة مصحوبة بجملة من المغالطات والاكاذيب والدسائس بمحاولات بائسة لتشويه سمعة المملكة العربية السعودية وقيادتها الرشيدة المحفوظة بعون الله من كل أحقادهم وشرورهم، يعودون كلما حاقت بهم مساوئ تدابيرهم تجاه شعبهم الذي يُقيِّم الأحداث ونتائجها وعليها يقيس لمن يعطي صوته الانتخابي القادم المُرتَقَب، الجهات والمنظمات والأحزاب المُرتجِفة خوفاً من فشلها واخفاقها بنيل الأصوات الكافية لم تجد امامها سوى الصاق تهم خلق الازمة الاقتصادية ومعضلة الطاقة على (مملكة العز والعزم والإنسانية) لإقناع الرعاع وغائبي الوعي بالمجريات السياسية الاقتصادية بأن ثمَّة من يتسبب برفع قيمة الوقود والطاقة من المُصدِّرين، ويُعمُون بصيرته عن إجراءات الإدارة التي تحكمه برفعها للضرائب والاستثمار بواردات النفط ورفع أسعار منتجاته مما ارهق المستهلك المحلّي وأغضبه، فلا خجل لديهم من نسج الخيال والاكاذيب وتقديمها للمواطن الناخب البسيط، واشعال عواطفه ضد مُصدِّر النفط والطاقة اليهم؛ واتهامه باستغلال أوضاعهم.
يا شباب السعودية: لستم بحاجة لمن يُذكِّركم بواجباتكم تجاه الوطن وكرامته وعزته، والتصدي لأعدائه، ولجم حججهم ونسف أكاذيبهم، لديكم القدرة والإمكانات، اغلبكم مبتعث للدراسة العليا ببلاد الله الواسعة، وتملكون الثقافة والخبرات، ولديكم الوعي بطبائع الشعوب وتوجهاتها السياسية الاقتصادية، وتعرفون من يُحركهم ويوجّه عواطفهم الانتخابية، فمن الواجب الوطني والإسلامي والعربي ان نقف صفاً واحداً بكلمات ثابتة عمادها العقلانية وقمة الأدب وسمو التعبير امام تلك الشعوب التي غالبها يحترم الرأي الراقي الرصين، ويجذبها التحليل المتزن المنطقي، والتحاور الراقي المنصف الذي يحترم أيضاً عقلية المتلقي، ويستميل ذهنه نحو المصداقية بالقول والطرح والمداخلات المهذبة، لا تهملوا أي وسيلة مباحة ومتاحة لاستثمارها للرد على غوغائية المتسلطين على بلادكم وقيادتكم، غردوا بالصدق والأمانة والحق المبين، أرسلوا المقاطع والافلام التوثيقية المترجمة لتوعية وتنبيه تلك الفئات المغرر بها من وسائط إعلامهم المخادع الكاذب؛ تلك المجاميع المختطفة إعلامياً وثقافياً، دعوهم يعلموا الحقيقة ويستبينوا الرشد ويستيقنوا أين مكمن الحق والصواب، وأرى أن تعمل الجهات الإعلامية المختصة على إرشاد الشباب لأبسط وأيسر وأنجع الطرق للتصدي للهجمات الشرسة ضد مملكتنا الحبيبة حماها الله سبحانه بكل حال (لا نَكذِب كما يكذبون، ولا نُزيِّف الحقائق كما يُزيِّفون)!