أحمد المغلوث
حتى هذا اليوم الذي تنشر فيه هذه الزاوية والعالم كل العالم المنصف والذي يعرف جيداً ماذا يدور في كواليس الإدارة الأمريكية في عهد بايدن من مواقف شبه سلبية تجاه علاقة المملكة بها التي باتت تاريخية منذ لقاء الملك المؤسس طيب الله ثراه بالرئيس الأمريكي روزفلت والذي كان سعيداً جداً بهذا اللقاء والذي وثقته الصور السينمائية الإخبارية أيامها وأسس بالتتالي لعلاقة متميزة بين البلدين منذ 80 عاماً جعلت المملكة وعبر العقود الماضية خير حليف لأمريكا. ومازال التاريخ الأمريكي يذكر بالخير مختلف الزيارات واللقاءات التي جرت بين القيادتين السعودية والأمريكية خلال العقود الماضية وكثير من الأمريكيين الذين عملوا لسنوات في المملكة ومنذ اكتشاف النفط في الثلاثينيات الميلادية وحتى تقاعدهم وهم يذكرون بالخير والثناء على حسن التعامل والود الذي شعروا به خلال فترة عملهم بل كثيرون منهم ذهب يكتب مذكراته وينشر صوره مع زملائه السعوديين في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي أو من خلال صفحاتهم الخاصة في الشبكة العنكبوتية.
كل هذا وذاك جعل من الإنسان الأمريكي يثمن ويقدر علاقة المملكة بأمريكا.
وخلال زيارتي لأمريكا أكثر من مرة خلال السنوات الماضية أتيح لي اللقاء ببعض الأمريكيين خلال تواجدي في مكتبة مدينة سكرانتون بولاية بنسلفانيا عندما كنت أتصفح بعض المجلات التشكيلية.
في مقهى المكتبة وكانت لحظتها إحدى المحطات الأمريكية تبث خبراً ظهر فيه صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية أيامها رحمه الله باهتمام عندها التفت لي الذي يجلس بجانبي حول الطاولة المستديرة وسألني لماذا توقفت عن تصفح الكتاب الذي بين يديك هل أنت تهتم بالاخبار السياسية أكثر من الفنون.
فأخبرته بعض الأخبار مهمة خاصة وأن الذي يظهر في الأخبار هو وزير خارجية بلادي السعودية التي أنتمي إليها.
وإذا به يبتسم وقال : بعدما سألني عن اسمي وهل أنا طالب أدرس أم سائح؟
فأخبرته أنني حضرت مشاركة في معرض تشكيلي ومن ثم حضرت لزيارة أحد الأبناء الذين يدرسون في هذه الولاية.
وإذا به يقول : أنا أحب الأخبار السياسية وهذا الوزير الأمير حسب ما قرأت عنه الأطول خدمة في عمله أليس كذلك بل إنه تميز بحصافة وقدرة على التعبير ودائماً ما يبدع في إجاباته خلال الحوارات واللقاءات التي تجرى معه.
وأضاف أنتم أيها السعوديون متميزون باستمراية التمسك بأمثال هذا الأمير المحنك الذي عزز من الدبلوماسية السعودية.
تذكرت ذلك وأنا أتابع باهتمام بالغ كيف تصدت المملكة لمواقف العداء التي تستمر فيها الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس بايدن والديمقراطيين وتحاول إثارة المتاعب والتوترات على هامش موقف المملكة الحكيم من خفض إنتاج النفط.
بعد موافقة جماعية من قرار (أوبك + ) مع محاولة نشر زوبعة إعلامية ممجوجة الهدف منها إثارة الشعب الأمريكي الصديق ضد وطننا الحبيب أو حتى دول العالم .
ناسين أو متناسين أن الحضور السعودي الفاعل في مختلف المجالات الاقتصادية والدولية حقيقة لاتقبل الشك.
ولايمكن أبداً أن لا يكون للمملكة دورٌ في هذا العالم بعدما باتت بفضل الله ثم بقيادتها الحكيمة.
دولة في المقدمة.
وبالتالي دورها المتنامي لاغنى عنه أبداً.
وماذا بعد لقد تابعت كما تابع غيري مساء الخميس الماضي ردود أستاذنا الكبير ورئيس التحرير خالد المالك الذي كانت إجاباته على أسئلة العربية حصيفة وفي الصميم ووضع النقاط على الحروف.
وأخيراً علاقة المملكة بأمريكا علاقة تاريخية وخالدة ومتجذرة ولاتهزها ريح ( بايدنية ) أو بعض من الديمقراطيين الحاقدين أو تعليقات إعلامية تهدف إلى الإثاره الصحفية وهاهو الرئيس الأوكراني زيلينسكي يعرب عن شكره وتقديره لولي العهد على قرار القيادة السعودية بتقديم حزمة مساعدات إنسانية إضافية لأوكرانيا بمبلغ 400 مليون دولار والتي ستسهم في تخفيف معاناة المواطنين الأوكرانيين في ظل الأزمة التي تمر بها البلاد.
كم أنت عظيمة يابلادي.