رثاءً في سيدتي وحبيبتي أُمي الغالية التي بفقدها فقدت مصباح حياتي : رحمك الله يا أُمي وأنزلك الفردوس الأعلى ووالدي والمسلمين.
أشدُ الحزنِ ماسكنَ الفؤادا
وأكثرَ هَمَّ صاحِبهِ ازديادا
رحيلٌ أم فِراقٌ أم وداعٌ
فإنَّ غيابَ من عَزَّ افتِقادا
وما الدنيا وإن طابت لِحَيٍّ
سوى الأرماسِ والتُّربِ الوسادا
يُحَدِّثُني الحنينُ إليك أُمِّي
حنينُ الإبنِ كم كان اعتيادا
فأيُّ الذكرياتِ وأنتِ فيها
وأيُّ الحبِّ في عينيَّ نادا
ولو كان الفداءَُ بمستطاعٍ
لكان القلبُ عنكِ اليوم فادى
ولكنَّ المقادرَ أعجزتني
وتمنعُني وإن كنتُ النجادا
وأنظرُ صمتَ جسمِكِ مُستنيماً
وقد أسلمتِ للعينِ الرُّقادا
تَحَجَّرَتِ المدامعُ في عيوني
وقلبي بالدَّمِ المحرورِ جادا
أيا (مصباحُ) والطُّهرُ المسجَّى
وقرآناً بصوتكِ كم تصادى
حفظتِ اللهَ والإسلامَ حقاً
وصنتِ النفسَ هدياً واعتدادا
وابقيتِ المكارمَ شاهداتِ
ويشهدُ من تُقدِّسهُ العبادا
بأنَّكِ مابخلتِ ولم تضُني
وكم أجزلتِِ بالمالِ المدادا
فكنت اليسرَ في عُسرِ البرايا
وكان ِالطيبُ قلبِكِ والودادا
رِقاباً قد فَككتِ تكادُ تودي
فكنتِ ملاذََ نجدةِ من تنادى
وقد حُزتِ المحاسنَ مُشرقاتٍ
ووجهُكِ نورُهُ غطَّى المهادا
قليلٌ في النساءِ مثيلُ أُمي
سلوا عنها الأقاربَ والتِّلادا
فيا مصباحُنا عند الدياجي
بِنورِ الله نوَّرتِِ البلادا
وإن رضاكِ يا أمَّاهُ كنزٌ
رضى الأبناء للآباءِ زادا
فيا أمَّاهُ ليس الموتَ إلَّا
حياةٌ للذي نَظَرَ المعادا
وازلفتِ الجنانُ مورِّداتٍ
وقد نُلتِ السعادةَ والمرادا
حَباكِ اللهُ يا أُمِّي نعيماً
حِبَاءً منهُ ليس له نفادا
فجد ياخالقَ الدنيا عليها
فأنت البَرُّ يانعمَ الجوادا
ونسألُكَ الثباتَ لها ونرجوا
لها الغفرانَ فهي لك انقيادا
رحِيمٌ أنت فارحمها ومن ذا
سيرحم غيركَ اللهَ العبادا
واغسلها بماء الثلج فضلاً
ونقِّي من صغائرها السوادا
** **
- شعر: عبد الله محمد باشراحيل