قال تعالى: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي}..
بقلوب مؤمنة راضية بقضاء الله وقدره ونحن في هذه الحياة الدنيوية نؤمن كل الإيمان بأن مصير كل إنسان الانتقال إلى الدار الآخرة ودعواتنا للمولى سبحانه وتعالى أن يجعلنا من أهل الجنة ويكتبنا من عباده الصالحين..
ولقد تلقيت خبراً محزناً قبل ثلاثة أسابيع بوفاة أخي الغالي صديق الطفولة خالد بن عبد العزيز الرشيد والذي انتقل إلى رحمة ربه إثر سكتة قلبية مفاجئة بعد وفاة شقيقه محمد بشهرين بسكتة قلبية مفاجئة أيضاً أثناء زيارته مع عائلته إلى مكة المكرمة لأداء العمرة مما زاد الحزن على أجواء الأسرة بوفاتهم جميعاً ولا شك أن هذا طريق نحن عابروه وهي سنة الله في خلقه منذ خلق البشرية عبر وسائل التواصل وفاته، وفقيدنا الغالي له مكانة كبيرة في قلوب أهله ومحبيه وخاصة أسرته وزوجته وأبناؤه قال تعالى في كتابه الكريم: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}.
وقال الشاعر:
كل ابن أنثى وإن طالت سلامته
يوماً على آلة حدباء محمول
وحياة الفقيد حافلة بالسمعة الطيبة والذكر الحسن وجهوده التي يقوم بها في حياته العملية بإخلاصه بعمله كمسؤول في الخطوط السعودية حتى أحيل للتقاعد وكان متفانياً ومخلصاً في أداء عمله وعلاقاته متميزة مع زملائه في العمل ومن خلال الأدوار التي كان يقوم بها كانوا يطلقون عليه أبو الفزعات والجمايل.
لقد عرفت الفقيد منذ بداية حياته في محافظة الرس والتي ولد وعاش فيها طفولته ودرس فيها مراحله الدراسية الابتدائية والمتوسطة بعدها انتقل إلى مدينة الرياض ثم أكمل دراسته في اليمامة الثانوية بالرياض وحصل على الشهادة الجامعية من جامعة الملك سعود كلية التربية ثم تم تعيينه في الخطوط السعودية وكان له دور في خدمة والديه وأعمامه وإخوانه وسعيه في صلة الرحم والتواصل مع الأقارب والأصدقاء وكان يقوم بأعمال خيرية في الإشراف وصيانة المشاريع الخيرية لوالديه وأخيه الفقيد عبدالرحمن -رحمهم الله- ومنها المساجد التي تم إنشاؤها في الرس والرياض.
وقد تحدث عن وفاته ابن عمه الأستاذ عبد الله صالح الرشيد فقال: (تلقيت خبر رحيل ابن العم الإنسان الفاضل والرجل الخلوق حبيبنا الغالي خالد العبد العزيز المحمد الرشيد وما يخفف المصاب إلا التسلح بالصبر والاحتساب والإيمان بالقدر والتوجه إلى الخالق العظيم بالدعاء بأن يجبر مصيبة الجميع ويسكن فقيدنا بجواره مع عباده الصالحين وأقولها كلمة حق وقد أفضى إلى ما قدم بأن فقيدنا من أفضل الرجال خلقاً ورجولة صاحب نخوة ومروءة بار بوالديه موصول المودة والوفاء وما مواقفه مع عمه الدكتور زامل -شفاه الله- إلا أنموذج حي وصادق في الشهامة والرجولة وأمام هذا المصاب الجلل لا يسعنا إلا أن نتقدم بخالص العزاء أولاً إلى شريكة حياته الصابرة المحتسبة وإلى أبناء وبنات الفقيد وإخوانه وأخواته وأحبابه وأنسابه والعزاء موصول إلى رمز الأسرة الدكتور زامل المحمد الرشيد وإخوانه أبو طلال والدكتور صالح وإلى عموم أسرة الرشيد في الرس والرياض وأنحاء المملكة، الله المستعان والصبر الجميل.
وتحدث صديقه الإعلامي أحمد علي العلولا وقال: (رحمك الله صديق الطفولة زميلي في كلية التربية وأخي الغالي في مرحلة الشباب والرجولة من ودعنا في سكتة قلبية، ذلكم هو أخي خالد بن عبد العزيز الرشيد -غفر الله له وجمعنا به في جنات النعيم - والذي نقدم فيه العزاء لأسرته وكافة عائلة الرشيد في الرس والرياض وكافة مناطق المملكة.
ولقد تمت الصلاة عليه في جامع الراجحي وتشييعه إلى مقبرة النسيم بحضور عدد كبير من محبيه وأقاربه الذي قدموا من جميع مناطق المملكة ويرفعون أكفهم إلى الله بأن يغفر له ويتغمده بواسع رحمته.
في الختام أسال الله العلي القدير أن يسكنه جنات النعيم وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }..
** **
- منصور محمد الحمود/ الرس