د.نايف الحمد
في عام 1984م دارت أحداث دورة الخليج السابعة في عمان والتي رسمت أول خيوط ظهور المنتخب السعودي على المسرح الآسيوي عندما اتخذ الأمير الراحل فيصل بن فهد القرار الشجاع بإقالة المدرب العالمي البرازيلي زاجالو وإسناد المهمة للمدرب الوطني خليل الزياني بعد البداية المتعثرة للأخضر.
المدرب خليل الزياني تصدى للمهمة واستطاع تعديل وضع المنتخب في الثلاث مباريات التي قاد فيها الأخضر بتحقيق انتصارين وتعادل وقفز بالفريق إلى المرتبة الثالثة في نهاية البطولة، قبل أن يشد الرحال إلى سنغافورة للمشاركة في التصفيات المؤهلة لأولمبياد لوس أنجلوس.
بنظرته الثاقبة أجرى الزياني بعض التعديلات على قائمة المنتخب قبل المغادرة، وكان من بين تلك التغييرات استدعاء النجم الشاب محيسن الجمعان الذي لم يكمل سنة على تمثيله للفريق الأول بنادي النصر.
ما إن بدأت التصفيات حتى بدت إرهاصات بزوغ نجم كبير في سماء الكرة الآسيوية، فقد منح الزياني الفتى الصغير محيسن الثقة وكان أهلاً لها، فلعب وأبدع وأمتع وقدم نفسه بشكل خرافي حتى بات حديث الصحافة الآسيوية التي تغنت بموهبته وأطلقت عليه لقب الكوبرا.
واصل النجم محيسن الجمعان إبداعاته الكروية لمدة تجاوزت الـ 15 عاماً حقق فيها مع فريقه النصر العديد من البطولات، وكان امتداداً لنجوم سبقوه ممن تميزوا بالأداء الفني الراقي مقروناً بالأخلاق الرفيعة كالأسطورة ماجد عبدالله والنجم الكبير يوسف خميس، كما ساهم مع زملائه في المنتخب بتحقيق إنجازات وطنية كبيرة.
ما أشبه الليلة بالبارحة.. فها هو المدير الفني للمنتخب السعودي السيد رينارد يتميز بالشجاعة التي تحلى بها الزياني عندما ضم الجمعان عام 1984 بإعلانه ضم لاعب الهلال المعار للتعاون الشاب عبدالله رديف لمرحلة الإعداد الأخيرة للمنتخب الوطني قبل خوض مونديال قطر 2022م.. ويبقى الدور على رديف في إثبات نفسه وإقناع رينارد في قدرته على تمثيل المنتخب رغم قناعة غالبية الوسط الرياضي أنه من أمهر اللاعبين وينتظره مستقبل باهر.. وقد أظهر إمكاناته الكبيرة كهداف في مشاركاته المتعددة مع المنتخب الوطني للشباب.
نقطة آخر السطر
في الكرة السعودية لدينا العديد من المواهب الشابة التي لا تحتاج أكثر من الشجاعة في منحهم فرصة المشاركة، وهذه مسؤولية مسيري الأندية ومدربيها، خاصة تلك المواهب التي يظهر عليها النبوغ الكروي، ولا أشك أن رديف أحد هذه الأمثلة.