هذهِ الأرضُ تُشبهنيِ.
لا تُشبُهكْ.
هذهِ الأرضُ تُنادينيِ.
صباحَ مساء.
هذه الأرض تَرفُضك.
***
هل تَعلمْ.
أنك طارئ قد طرأ عليها.
ثقيلُ الظِل.
تُقبح وجهَها الجَميل.
تَسرِقُ منها السَلامَ والأحلامْ.
تُصادرُ جَمالها الأخَاذْ.
تَسجنُهاَ تَسرقُها.
لَكنهَا لن ترضخُ لك.
لأنها لا تُشبِهك.
***
ترفض الانصياعَ لرغباتكَ.
وإلى حفرياتِ.
تَزويركَ.
تَفضحكَ.
صباحَ مساء.
تطلبُ منك الرَحيل.
إلى حيثُ كُنتَ.
إلى حيثُ جِئت..
إلى حيثُ تشاءُ...
***
لا بقاءَ فيها لخائر.
لا بقاء فيها لَك.
خُذْ جُثتكَ من ترابها.
خذ بقاياكَ من هوائها.
وارحلْ.
***
سَتنفجرُ الأرضُ.
غَضباً.
لَهباً.
يحرقُ قَدَميكْ.
لن تمنحكَ سلامها المخطوفِ.
وأَمنها المُصادرِ.
***
هي السلامُ.
أضحت معكَ بلاَ سلام.
حينَ وطأتها قَدماك.
الملطخَتانِ بعارِ العُنصريةِ.
الغارقتانِ بدمِ الضحيةِ.
***
هذهِ الأَرضُ هيَ ليِ.
جَوْفُها وَسَماؤُها.
هَلْ تَفهمْ.
***
سَيُفهمُكَ جيلُ الحجارةِ.
جيلُ السكاكينِ.
جيلُ التمردِ.
جيلُ الثورةِ.
جيل اَلغَضبِ العربي.
الفلسطينيِ.
أن هذهِ الأرضُ.
عصية عليك.
لَيستْ لَكْ...
ألا تَفهمْ.
***
ألا تصحوا.
من نوبة الحمقِ.
وسكرةِ العنفِ.
وشهوة القتلِ.
ورحلةَ الدمِ النازفِ.
تَكشفُ لنا السِرَّ المُخَبأ.
في المسجدِ والكنيسةِ.
***
هنا مهدُ المسيحِ.
هنا مسرىَ محمدٍ.
هنا الإيمانُ.
هنا السلامُ والإنسانُ.
هنا التقاةُ والزهادُ.
هنا الأخيارُ.
***
أما أنتَ عابرٌ.
كما عبر الغزاة.
غابرٌ كما غَبروا.
مستخدمٌ مؤقتٌ.
زائلٌ كأيِ زائلِ.
مثلَ الزكامِ.
في فصلِ الصيفِ.
***
الأرضُ.
لا زالت تصرخُ في وجهكَ.
تعلن حقيقتها.
تكشفُ هويتها.
***
هَويتي هويتها.
وَجهُها وَجهيِ.
أما أنتَ.
فلا هوية لك.
ولا وجهَ لَك.
ولا الأرضُ تُشبِهكْ.
ولا شَبيهاَ لَكْ.
سوى وجهُ محتلٍ غاصب.
فهل تفهم.
** **
- عضو المجلس الوطني الفلسطيني
E-mail: pcommety @ hotmail.com