الجزيرة - الاقتصاد:
أكد م. خالد الفالح، وزير الاستثمار السعودي، أنّ المملكة تولي أهميةً كبرى للاستثمارات المستدامة، وأنّه يجب على الشركات الالتزام بخلق قيمة طويلة الأمد عبر الاستثمارات ذات الأثر والطابع المستدام. جاء ذلك خلال الكلمة الرئيسية التي ألقاها بمناسبة افتتاح الدورة الثامنة من قمة رؤساء مجالس الإدارات في الرياض الخميس الماضي، والتي نظمها معهد أعضاء مجالس الإدارات في دول مجلس التعاون الخليجي، وهو منظمة غير ربحية تعزز دور مجالس الإدارة وحوكمة الشركات، وتدعم مجالس الإدارة وأعضائها في دول مجلس التعاون الخليجي. كما تتزامن قمة هذا العام باحتفال المعهد بمرور 15 عاماً على تأسيسه.
فيما شارك الدكتور فهد تونسي، المستشار في الديوان الملكي السعودي، في جلسةٍ نقاشية حول حوكمة الاستدامة، حيث شدّد على ضرورة اغتنام الفرص والتعاون لاتباع مبادئ الاستدامة وحماية البيئة والحوكمة، لتمكين القطاع الخاص من خلق مستقبل أكثر استدامة تحقق قيمةً مضافة طويلة الأمد للأعمال والمجتمعات.
وخلال القمة قدّم المعهد العضوية الفخرية مدى الحياة لكل من المهندس خالد الفالح والدكتور فهد تونسي، وذلك تقديراً لخدمتهما ودعمهما الحوكمة في المنطقة.وجمعت القمة رؤساء وأعضاء مجالس الإدارة المؤثرين وكبار المديرين التنفيذيين من كل أنحاء منطقة مجلس التعاون الخليجي وخارجها، بهدف استكشاف دور مجالس الإدارة المتطور باستمرار وتبنّي أفضل ممارسات حوكمة الشركات.وبحثت القمة التي عُقدت تحت عنوان «التنمية المستدامة والاستثمار»، سبل تطوير الاقتصاد، ووضع معايير جديدة للتنمية المستدامة في المنطقة والعالم. كما استعرضت آخر الاتجاهات في الاستثمار المستدام، إلى جانب الحوكمة البيئية والاجتماعية.
من جهته ألقى المهندس عبد اللطيف العثمان، المحافظ والرئيس المؤسس لمجلس إدارة معهد أعضاء مجالس الإدارات في دول مجلس التعاون الخليجي، وجين فالس، المدير التنفيذي للمعهد، كلمتين ترحيبيتين خلال القمة، كما استعرض معالي العثمان إنجازات المعهد وأشاد بالدعم غيرالمحدود الذي يلقاه المعهد من كبرى الشركات ومؤسسات الحكومات التنظيمية، كما جدد التزام المعهد بالمضي قدماً لتحقيق أهدافه في تعزيز أدوار الاستدامة والمحافظة على البيئة والحوكمة وخدمة المجتمع.
وكانت القمة هذا العام قد أقيمت بالشراكة مع شركة البحر الأحمر للتطوير، الشركة المطورة لوجهتي البحر الأحمر وأمالا، حيث حضر قمة هذا العام 200 مشارك للدورة الثامنة من القمة، والتي نُظّمت افتراضياً وحضورياً.
بدوره استعرض جون باغانو، الرئيس التنفيذي لشركة البحرالأحمر للتطوير، المخطط الرئيسي للشركة والتزامها، وأنها لن تكتفي بالاستدامة فقط؛ بل ستقدّم توجهات متجددة لتنمية السياحة، حيث قال: «شكّلت القمة منصة رائعة لنا في شركة البحر الأحمر للتطوير لتعميق التزامنا بالتنمية والاستثمارات المستدامة في المملكة. وكانت فرصة لنستعرض طموحاتنا في الحفاظ على البيئة الطبيعية وتعزيزها، والوفاء بالتزامنا لتطوير أكثر مشاريع السياحة المتجددة طموحاً حول العالم».
وضمن حديثها عن نجاح الدورة الثامنة من القمة، قالت جين فالس المدير التنفيذي للمعهد: «وضعنا الاستدامة والاعتبارات البيئية وخدمة المجتمع والحوكمة على رأس قائمة اهتماماتنا منذ عدة سنوات، وازدادت مؤخراً أهمية تلك العوامل، خصوصًا بعد الجائحة، والآثار المتزايدة للتغير المناخي، وزيادة الوعي حول التفاوت الاجتماعي. لذا تحقق الاستدامة نمواً متصاعداً، وستتنامى أهميتها في المستقبل.
وخلال الجلسات النقاشية والحوارات التي دارت خلال القمة، أبدى العديد من المستثمرين والممولين الماليين اهتماماً كبيراً بالاستثمارات ذات الطابع المستدام والتي تأخذ في الاعتبار حماية البيئة وخدمة المجتمع. كما حث العديد من القيادات المشاركين في القمة على ضرورة وضع الآليات لتكون قرارات الاستثمار متضمّنةً اعتبارات الاستدامة وحماية البيئة وخدمة المجتمع والحوكمة.
يذكر أنّ قمة رؤساء مجالس الإدارات تعتبر فعالية سنوية للمدعوين فقط من القيادات، حيث استقطبت مشاركين من أكثر من 1,000 جهة رفيعة منذ انطلاقها عام 2013. وتلتزم دوماً بقواعد «تشاتام هاوس».