صيغة الشمري
خلال الأسبوع الماضي، شهدت الرياض تجمعاً عالمياً للمصرفية الإسلامية تحت مظلة مؤتمر ANB لأعمال المصرفية الإسلامية، بمشاركة نخبة من علماء وخبراء المصرفية الإسلامية من مختلف الأقطار الإسلامية. وتكمن أهمية هذا المؤتمر في توقيته الذي تشهد فيه المصرفية الإسلامية نمواً وازدهاراً في أعمالها بفضل المنتجات والحلول المصرفية البديلة عن المصرفية التقليدية، وفي ظل معدلات الإقبال المتنامية التي يحظى به هذا القطاع حتى في الأسواق العالمية غير الإسلامية، سجّلت المصرفية الإسلامية خلال السنوات الأخيرة نمواً سنوياً بلغت نسبته 10 % مع التوقعات المحيطة بأن تقفز هذه النسبة إلى 12 % خلال الأعوام القليلة القادمة، حيث بلغ حجم أصول المالية الإسلامية أكثر من 2.7 تريليون دولار، استحوذت فيه المملكة العربية السعودية على ما نسبته 28 % منها وبما يعادل 800 مليار دولار أمريكي موزعة على قطاعات المصارف والصكوك والتأمين وصناديق الاستثمار، وهي نسبة مرشحة للنمو خلال الأعوام القادمة وصولاً إلى 3.4 تريليون دولار في عام 2024، نظراً لما أثبتته المالية الإسلامية من مرونة، وقدرة عالية على تقديم حلول توائم بين العائد ودرجة المخاطرة.
أهمية الحديث عن المصرفية الإسلامية مرتبط بمكانة وموقع المملكة التي باتت تمثِّل واجهة وعاصمة لهذا القطاع المصرفي والمالي الواعد، بيد أن الحفاظ على هذه المكانة والموقع الريادي بما يمثِّله من عنصر محفِّز من محفِّزات التنافسية، يتطلب دعمه بالمزيد من المؤتمرات واللقاءات التي تثري بيئة العمل المصرفي، وتجعل من المملكة مصدراً من مصادر الابتكار في تقديم المزيد من الحلول والمبادرات القادرة على مقابلة الاحتياجات المتنامية لقطاعات الأفراد والشركات المتعطشة للأوعية المصرفية والمالية والاستثمارية الإسلامية.
ليس هذا فحسب، بل إن المؤتمر كشف عن جانب مفصلي متعلِّق بالصناعة المصرفية الإسلامية ومرتبط بالسياسات والإجراءات المنظمة للعلاقة التعاقدية التي تجمع العميل مع مزوِّد الخدمة، وهي مسألة استحوذت على جانب مهم ومطول من جلسات وحوارات المؤتمر، بهدف تعزيز الثقة بالحلول المصرفية الإسلامية ووضع حد للكثير من الشكوك والارتباك الموجّه للصيغ التعاقدية التي تحكم علاقة العميل مع المؤسسات المصرفية.
ختاماً المصرفية الإسلامية عنوان كبير وركن صلب لاقتصادنا الوطني، وتتطلب المزيد والمزيد من الحوارات والجهد لتطوير آفاقها لا سيما في حضرة نخبة واسعة من أصحاب الاختصاص والدراية والمعرفة السبّاقون لبناء وابتكار مفاهيم ومنتجات لهذا القطاع الواعد.