إيمان الدبيّان
هذا الأسبوع من المرات القليلة وربما النادرة التي أمسك فيها القلم لأكتب مقال الأسبوع وأعجز عن إكمال الكتابة، والأصح أعجز عن الإمساك بالفكرة، فكلما اخترت موضوعًا وبدأت بصياغته توقفت وتركته وتناولت ورقة بيضاء أخرى لأصنع عليها وجبة جميلة لذيذة على طبق أنيق ذي بريق وطعم عميق يتناوله القارئ ويود من لذته ألا يفيق، ثم أتركها قبل أن أكملها وأتناول أخرى لأرسم عليها صورة ألفاظها رائعة بشذاها ذائعة يعطر بها القارئ لحظات يومه وذاكرة فهمه وما أن أبدأ بنظم أول زهورها حتى ينفرط من فكري عقد ورودها فلا تندمج ألوانها ولا تكتمل أجزاؤها فأتركها كما هجرت التي قبلها وآخذ أخرى غيرها تنتظر مع تمرد فكرة قلمي دورها؛ ولكني أعرف أن حروف محبرتي كصاحبتها جامحة وسآخذ من الأوراق الكثير حتى تكون الكلمات على السطور سانحة. قد يقول البعض لِمَ لا يكون الاعتذار طالما ليس هناك اقتدار؟! ولِمَ لا يكون هناك مقال محفوظ ينقذ الحال المرفوض؟! وقد يستعجب آخر كيف يكون ذلك و المواضيع الممكنة والأحداث المزمنة كثيرة والمجالات وفيرة!! ولكنها قارئي العزيز هي الكتابة الصادقة التي تنقل الفكرة الساكنة فتجعلها بين السطور ثائرة، حروفها تحكي، وجملها تغني، وفواصلها تروي تجربة حياة، أو موقف بشر، أو فلسفة حكيم، أو رأي ناقد، أو حنكة قائد، أو صناعة دولة، أو رفاهية شعب، أو جودة حياة، أو تطور مجتمع ونهضة وطن؛ لذا يميل شراع قلمي لكتابة الرأي عن قادتي ووطني وقضايا مجتمعي فأحرص أن أنظمها قلائد مرصعة بأغلى الجواهر، ثمنها أبلغ المشاعر، يتباهى بها من يقرأها، ويزهو فيها من يكتبها، صانعة بموضوعي جودة يومي، وسجل شرفي وإن لم يكن للأسبوع هذا موضوع محدد ففي القادم موضوع مجدد عن كل ما يهمنا ويرتقي بنا ويجمعنا ويؤلفنا فللمقالات بقية، وللمواضيع أطروحات نديّة، نرتشف من وعاء رشوف فكرًا وطموحًا وجمالاً وشموخًا.