عبدالعزيز المعيرفي
تنتشر العمالة السائبة والعاطلة عن العمل في أوقات مختلفة على شوارع العاصمة السعودية الرياض في منظر غير حضاري. باحثين عن أي عمل مهما كان سواء سباكة أو نظافة أو غيرها.
إنني أستغرب انتشارهم بهذه الطريقة دون وجود أي جهة حكومية تراقبهم وتصحح أوضاعهم أو يتم ترحيلهم فهم يشكلون خطراً أمنياً واجتماعياً واقتصادياً.
أليس من المفترض أنهم دخلوا للمملكة بتأشيرة عمل مرتبطة مع صاحب العمل؟ إذن لماذا هم عاطلون؟ ويتجولون بالشوارع بحثاً عن عمل، فهم بوجودهم وعشوائيتهم يشكلون خطراً اجتماعياً وأمنياً كونهم عاطلين ويبحثون بأي طريقة للحصول على المال وبالتالي ستجد أن نسبة كبيرة منهم من مرتكبي الجرائم بأنواعها، وبالرغم من الجهود العظيمة لرجال الأمن في حملة «وطن بلا مخالف» للقبض على آلاف المخالفين يومياً، إلا أنهم مستمرون وهذا يعني أن هناك من يبحث عن خدماتهم رغم خطورتهم ورغم تحذيرات الجهات الأمنية بعدم التعامل معهم.
ويمثلون خطراً اقتصادياً بأنشطتهم هذه فهم جزء كبير من اقتصاد الظل أو بالأصح الاقتصاد غير النظامي، نظراً لكونهم يتعاملون نقدياً فقط كونهم لا يتبعون لأي مؤسسات رسمية وهو ما يصعب تتبعهم ومراقبتهم، فهم أيضاً بيئة خصبة للمخالفات وعدم الالتزام بالأنظمة بأنواعها ابتداءً من نظامي الإقامة والعمل مروراً بامتهانهم أعمالاً مخالفة فيها من الغش والخداع كونه لا يوجد من يراقب عملهم.
لذلك أتمنى من الجهات المختصة إقامة حملات مشتركة لتصحيح أوضاعهم ومتابعة من كان خلف تمكينهم وكفالتهم أو إعادتهم إلى بلدانهم فوضعهم الحالي ووقوفهم تحت الشمس ليس منظراً إنسانياً ولا حضارياً يليق بالمملكة.