د.عبدالعزيز بن سعود العمر
تتسم العلاقة بين برامج التعليم وسوق العمل بكونها علاقة جدلية معقدة ومتغيرة مع الوقت. فقبل عدة عقود كان يمكن للحاصل على شهادة الكفاءة المتوسطة أن يشغل وظيفة مدير عام (General Manager) في أي شركة وذلك بعد فترة قصيرة من التدريب.
أما اليوم ومع تعاظم التقدم المعرفي التكنولوجي فقد أصبح سوق العمل على درجة عالية من التنوع والتعقيد في التخصصات والمجالات المهنية، الأولوية في سوق العمل لم تعد اليوم لأصحاب الشهادات الأكاديمية، بل الأولوية أصبحت لمن يمتلك مهارات وقدرات خاصة في مجال تخصصي محدد يتوافق مع مستجدات الألفية الجديدة، وفوق ذلك يتطلب سوق العمل اليوم متعلمين يتمتعون بعقل نقدي تحليلي.وبمهارة التعلم مدى الحياة.
كثير ممن حصلوا على شهادات جامعية لم يجدوا اليوم فرصهم في سوق العمل إلا بعد أن امتلكوا وأتقنوا مهارات وقدرات في مجال مهني محدد.
إذا كنت خريجًا جامعيًا ولم تحصل بعد على فرصة عمل فلا تضع وقتك منتظرًا مجيء فرصة العمل، ابحث عن المهارات والقدرات التي يطلبها اليوم سوق العمل (وما أكثرها) ثم أبحث عن مؤسسة تدريب متخصصة (وما أكثرها) توفر لك تدريباً يكسبك تلك المهارات والقدرات.
الموضوع باختصار، وأنت تبحث عن فرصة عمل لا تركن فقط إلى مؤهلك الجامعي العالي، فقد تبين أن الذين يمتلكون مهارات وقدرات مهنية خاصة يحققون غالبًا دخلاً يفوق دخل أصحاب الشهادات.