النماص - خاص بـ«الجزيرة»:
حثت الداعية عائشة بنت عوض الشهري على تشجيع الشباب والفتيات على الزواج المبكر، واتباع تعاليم الدين الإسلامي الذي يحث على الزواج بكافة مصادر تشريعه يؤكد على أهميته في استمرار حياة الإنسان وسعادة المجتمع، والعمل على تصحيح الصور المغلوطة عن الزواج حتى أضحت ظاهرة ترهق كيان الأسرة والمجتمع على حد سواء، وهي من الظواهر السلبية التي تنخر في جسم المجتمع وتهدد استقراره، مشيرة إلى ما نلمسه من عزوف بعض الشباب والفتيات عن الزواج، وتأجيله لأسباب لا تعارضه ووجود صورة ذهنية سيئة عنه، وعن عواقبه والتركيز عليها دون عدالة في الحكم وتهميش لمنافعه يجعلنا نحرص كآباء وأمهات ومؤسسات على تنقية أذهان أبنائنا وبناتنا من هذه الشوائب من خلال توضيح أهميته والحث عليه وعدم تعميم التجارب الفاشلة والأخذ بأسباب نجاح الزواج بعد توفيق الله، ومن ذلك جعل بيوتنا وعلاقتنا نحن الآباء مثالاً حياً ونموذجاً يقتدي به أبنائنا، كذلك تيسير أمور الزواج بيننا نحن الأسر ممتثلين في ذلك لما أمر به ربنا ومحتسبين أجر إحياء سنن كونية أرادها الله تعالى.
وقالت الداعية عائشة الشهري في حديثها لـ»الجزيرة»: لقد اقتضت حكمة الحكيم الخبير سبحانه حفظ النوع البشري وبقاء النسل الإنساني ليستمر إعمار الأرض فشرع بحكمته -وهو أحكم الحاكمين - نظاماً للعلاقة بين الجنسين الذكر والأنثى فكان ذلك في الزواج منظماً وموثقاً لهذه العلاقة مراعياً فطرة الناس السوية التي فطرهم ربهم عليها،قال تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) سورة الروم؛ فجعل الزواج بما فيه من محبة وشفقة تحصل بين الزوجين الذين لا يربطهم غير هذه العلاقة آية عظيمة تدل على رب عظيم جلَّ في قدرته؛ فعظم ربنا شأن هذه العلاقة وجعلها آية من آياته العظيمة وخلدها في كتابه المعجز،ثم حث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على الزواج فقال: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج)، ويقول الإمام أحمد رحمه الله (ليست العزوبية من الإسلام في شيء، ومن دعاك إلى غير الزواج دعاك إلى غير الإسلام).
وأوضحت عائشة الشهري في سياق حديثها آثار الزواج على الفرد والمجتمع، ومنها: للزواج فوائد صحية وطبية على الفرد والمجتمع وحفظه من الأمراض الجنسية الخطيرة التي أجمعت المجامع الصحية العالمية في أن سببها الاتصال المحرم والرذيلة والفساد، كما أن من آثاره ما يحصل به من الأجر والثواب فقيام الرجل بحقوق زوجته وأولاده والإنفاق عليهم فيه أجر عظيم، وفي الزواج تحصين للشباب عن الوقوع في الفواحش والمنكرات التي حرمها الله عز وجل وبعد عن وقوع المجتمع في مستنقعات الرذيلة والدعارة ففيه إشباع مباح لحاجات البشر وميول كل جنس للآخر يقول صلى الله عليه وسلم: (من تزوج فقد استكمل نصف الإيمان؛ فليتق الله في النصف الباقي)، كما أن الزواج من أسباب جلب المال والرزق الحلال يقول ابن مسعود رضي الله عنه «التمسوا الغنى في النكاح» يقول الله تعالى: إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ، ووعد الله بالعون للناكح الذي يريد العفاف، كما أن من آثاره المحافظة على الأنساب؛ فيفخر الأبناء بالانتساب لآبائهم ولحفظ النسب أثره في المجتمع فيسود أفراده الاحترام والتعاون وصلة الرحم فتتكون الأمة، ويعرف الناس بعضهم البعض فإن الصهر شقيق النسب، مشددة على أن الزواج سكن الأرواح ولقاء المحبة والمودة تحت مظلة رضا الله يحصل بها النفع للبلاد والعباد والمجتمعات والأفراد، وقد حث عليه ديننا، ونحن أسر ومجتمع ومؤسسات وحكومات علينا مسؤولية تجاه تيسير أمره والتوعية حول أهميته وإعدادهم لدخوله وهم على معرفة بما يعينهم على نجاحه واستمراره.
وأشارت الداعية عائشة الشهري في ختام حديثها إلى ما توفره المملكة العربية السعودية من صور الدعم المادي للراغبين في الزواج بدون أي أرباح ودعم للراغبين فيه من ذوي الاحتياجات الخاصة، والأيتام وهي جهود مشكورة، متمنية المزيد من دعم برامج تزويج الشباب خاصة من القطاع الخاص ووصول برامج التثقيف قبل الزواج إلى كلا الجنسين بطرق ميسرة ومجانية.