في المقال الماضي تطرقت إلى كتاب «خرافة التنمية» وذكرت في بدايته أنه كتاب جميل لمن يريد أن يفهم كيف تسير الأمور في العالم، وكنت أقصد «حالياً»، أما هذا الكتاب «العالم عام 2050» فهو جميل لمن يريد أن يفهم كيف ستسير الأمور في العالم مستقبلاً، بعد إرادة الله بالطبع.
وهو من تأليف «لورنس سميث» أستاذ الجغرافيا وعلوم الأرض والفضاء في جامعة كاليفورنيا، لوس انجلوس، ترجمة/ حسن البستاني، الناشر الدار العربية للعلوم ناشرون، بيروت عام 2012م.
يقوم الكتاب على فكرة رئيسية واحدة تدور حولها جميع الأفكار والقضايا في الكتاب، وهي «إن مشكلة الموارد وتناقصها الحالي سيجعل الربع الشمالي من المنطقة البعيدة عن خط الاستواء تشهد تحولاً كبيراً في هذا القرن» وذلك للأسباب التالية:
1 - 30% من الغاز الطبيعي غير المستكشف في العالم، و13% من النفط موجود في المنطقة القطبية الشمالية.
2 - تعتبر دول الحيد الشمالية (الولايات المتحدة، كندا، الدانمارك، أيسلندا، النرويج، السويد، فنلندا، روسيا) مستقرة وهادئة وآمنة حدودياً، وبالذات (النرويج، والسويد، وفنلندا) من جهة، والتي تعتبر حدودها من أكثر الحدود وداً في العالم، ويتماثل مواطنوها مع بعضهم البعض أكثر من تماثلهم مع بقية أوروبا.
3 - ديموغرافياً، دول الحيد الشمالي مقدر لها ان تشهد نمواً بين 1% إلى 31% عام 2050م ويعود ذلك بسبب الهجرة الدولية.
أخطر قضية تكلم عنها المؤلف هي مشكلة الموارد غير المتجددة، حيث أشار إلى دراسة أعدها مركز المسح الجيولوجي البريطاني عام 2005م إلى أن أقرب مورد قابل للفناء - بفرض معدل الاستهلاك الحالي - سيفنى خلال 8 سنوات «الأنديوم» والمستخدم في شاشات ال سي دي، ومواد شبه الموصلة، أما أبعد مورد سيستمر لمدة تزيد عن 4 آلاف سنة (المغنيزيوم). إضافة إلى الغاز الطبيعي 60 سنة، والفحم الحجري 133 سنة. وإذا استثنينا المغنيزيوم فخلال 300 سنة لن توجد معادن، ولم يوضح ما إذا كانت هذه الإحصائيات تشمل القطب الشمالي أم لا.
لذلك فإن كثيراً من الدول الآن تتجه لاستغلال الطاقات الطبيعية، مثل طاقة الرياح، الطاقة الشمسية، حيث إن 4% و20% من الكهرباء تنتج عن طريق طاقة الرياح في دول الاتحاد الأوروبي، ودولة الدانمارك على التوالي.
أما الطاقة الشمسية فتشهد نمواً يتراوح بين 30% إلى 40% أكثر من الطاقة الهوائية، ويتوقع إنتاج الكهرباء من الشمس في كل مكان من 50 ضعفاً إلى 2000 عام 2050م.
أخيراً ....
الكتاب به معلومات وأفكار يصعب حصرها في مقالة واحدة، ولكن أحببت أن أشير إلى أهم النقاط فيه, بكل صدق، بقدر ما فيه من معلومات مفيدة، إلا أنه قد لا يكون ممتعاً للبعض.
وما بعد أخيراً. ...
حتى لو أحسست بملل من كتاب ...
فالقراءة ... باب «فكر» جميل.
** **
- خالد الذبيب