بداية هل يحتاج المبدع «الحقيقي» إلى جائزة، وكيف تكون مادية أم معنوية, وَمَنْ يَسْعَى للآخر، الجائزة أم هو؟
قبل كل شيء لابد أن نقنن مفهوم ( المبدع ) مَنْ هو? حين نفكّر قليلاً في هذه المفردة بكل أمانة نحتار في كُنْهِ هذا المبدع، والتعريف الحقيقي له, فالمبدع من وجهة نظر فعليّة:
هو ذاك الذي يلتقط ورد الحروف ويعصرها برفق بين أصبعيه، لتنثر أزهاراً ورديّة على السطور، مُعَطّرة بعبير الكلمات ثقافة، أدباً، فلسفة، فكراً, عبر مجالات الإبداع المختلفة شِعْراً، قصّة، رواية،كتابة إبداعية، فنّاً متمايزاً مسرحاً, موسيقى وهكذا...
فالمبدع دائما يفكّر خارج الصندوق كما يقولون، بمعنى يأتي بشيء مختلف يبهر من يسمعه أو يقرؤوه أو يشاهده أما من يصدر مطبوعات كثيرة كمّاً ولما تشعر مع أول صفحة منه أن الورق الذي كُتِب عليه أفضل منه بمراحل فالعبرة دائماً بالكيف لا بالكم.
قد لا يخرج من المبدع سوى رواية لكنها حققت الهدف درساً وبحثاً وهكذا في بقية صنوف المعرفة والثقافة أعجب كثيراً حين أسمع وأقرأ أن هناك من يصدر كتاباً كل سنة، وهذا حسن وجيد لكن المهم هنا ألا يملّ القارئ وتصيبه «تخمة» لا يستطيع عندها سوى «الاستفراغ» أكرمكم الله ، ليتخلّص مما قرأه...
بعد أن حددنا المبدع ومعرفته بجوانب من اهتماماته من داخل التعريف والوصف، نأتي الآن لتكريمه والتتويج لما قدمه من إبداع، قبل تكريمه نبحث عن حياته الاجتماعية ظروف معيشته، متطلبات أسرته مع احترامي الشديد لكل من يكرم المبدع وجهود مشكورة في المناطق أو على مستوى الوطن، ولا نخفي بكل أمانة جهود وزارة الثقافة بالاهتمام بهذا الأمر والدعم السخي غير المستغرب من مسؤوليه ولكن من هذا المبدع الذي يستحق، وكيف تكون معايير اختياره؟ هذا السؤال يقودنا إلى أن عدداً من المبدعين لا يحبون الظهور, حياتهم أغلبها بين الورق قراءة وكتابة هنا تأتي مهمة البحث عنهم والحث على تواجدهم وتكريمهم أمام الملأ أمام المثقفين وأمام النخبة، هنا فقط نستطيع تجيير هؤلاء بطباعة إنتاجهم ومكافأتهم بما يليق، ونعطيه وندعمه مادياً ومعنوياً.
نأتي الآن لجائزة الإبداع والتميّز وتكوين لجنة لها هنا فقط نحتاج من يحمل مشعل الأمانة والاختيار وفق معايير معينة وصارمة دون مجاملة، أو محسوبية منها مثلاً أعضاء لجنة الاختيار لا علاقة لهم لا من قريب ولا من بعيد بمن تم الاختيار عليه لتكريمه، حتى لا يهضم حقّ المبدع الحقيقي ويظهر أشباه مبدعين...
سطر وفاصلة
عدتُ محمّلا بجراب الأسئلة
اللوحة زيتية بلا ملامح
والنور الذي يسري كان
كيف أجمع الظلام في يدٍ
والأخرى السلام
ومتى يعود القمر يسامر
والحب بزوادته مسافر
ماذا بقي يا قلب المعنّى
قل لي:
كم من سهامك أطلقت
ومن ثياب الغربة مزّقت
تخثّر الكلام عند بوابة
المهاجر
** **
- علي الزهراني (السعلي)
للتواصل: @al-raig