نهنئ -وكلنا فخر - باختيار المملكة عضواً للمنظمة العالمية للطيران المدني كجزء أساسي ومحوري لتفعيل السماء والأجواء بالشكل المثالي الحيوي الغني بالفرص في سماء مملكتنا الحبيبة لربط القارات لجعل المملكة قلب العالم الذي يضخ وينعش الحركة الجوية العالمية لمزيد من العطاء والجود.
منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو ICAO)، أُسست في4 أبريل 1947، هي إحدى منظمات الأمم المتحدة، يقع مقر المنظمة الرئيسي في القسم الدولي في مدينة مونتريال الكندية. مهمتها هي تطوير أسس أو تقنيات الملاحة الجوية والتخطيط لها. والعمل على تطوير صناعة النقل الجوي لضمان أمنها وسلامتها ونموها، بالشكل المثالي الصحيح، بهدف تشجيع تطور الطيران المدني الدولي، ومع توقع زيادة الإقبال على السفر الجوي المدني والشحن خاصة بعد جائحة كرونا وتداعياتها على حركة الطيران الدولي. تعمل الوكالة على شبكة النقل الجوي الدولية لتكون واحدة من أعظم الأمثلة العملية على التعاون الدولي فيما يخص التخطيط المبتكر، لكن ضمان وظائف الشبكة يعني التأكد من أن الجميع يتبع نفس القواعد والتعليمات، ويظل هذا هو دور الإيكاو الرئيسي.
وتبحث الوكالة في سياسات النقل الجوي الجديدة، والابتكار في المواصفات، وتنظيم فعاليات لاستكشاف آخر التطورات في هذا المجال، مع تقديم المشورة للحكومات بشأن وضع معايير دولية جديدة وممارسات موصى بها للطيران المدني. خاصة بالحقبة المقبلة فيما يخص التطور التقني في عملية سير عمليات التشغيل الذاتية مما سيشكل تحولاً كبيراً في مجال النقل العالمي، ومن دور مملكتنا الغالية وبصمتها الدائمة وبدور فعّال من قبل وزارة النقل في تجسيد اهتمام المملكة العربية السعودية بقضايا سلامة وأمن الطيران المدني والتطور المستقبلي، مع حرصها على دعم الجهود التي تُبذل لتحقيق التفاعل والتعاون والتكامل بين دول العالم ومؤسساته الحضارية ليكون دور المملكة ريادي في عالم النقل الجوي ومركزي ليشكل عملية تحول عالمي في قطاع النقل الجوي، بغية النهوض بصناعة النقل الجوي العالمية التي أصبحت جزءاً من عصب الحياة الاقتصادية وزيادة التحرك بما يساعد على توالد الفرص، بل تجاوزت الاقتصاديات لتثري البنيةَ الاجتماعية والثقافية للمجتمعات وتبلور النشاط والحركة والانسيابية مما نتج عنه رخاء وفرح وبهجة.
وبهذا اليوم نفتخر بحصول المملكة العربية السعودية بدعم سخي من قيادتنا الرشيدة من ملكنا الملك سلمان -حفظه الله ورعاه -، وبدعم واهتمام من سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله ورعاه -، بصياغة هياكل الطيران المدني المستقبلية العالمية لرسم خريطة العالم في السماء وأساسها المملكة العربية السعودية لتكون نقطة مركزية يسري من خلالها تدفق غزير إلى العالم.
في إطار التعاون الإستراتيجي وتقديم الدعم الشامل بمشاركة المملكة المتميزة عالمياً في فضاء الطيران المدني نموذجاً عالمياً لاستشراف المستقبل وابتكار الحلول لمختلف التحديات العالمية، لمختلف الدول من برامج تدريب متميزة ودعم فني متقدم يضمن تطوير أنماط العمل الراهنة عالمياً ويسهم بشكل مباشر في تعزيز أمن الطيران وسلامته ونموه، حيث تسعى المملكة بريادة وزارة النقل والأجهزة المختلفة في قطاع النقل الجوي السعودي خلال الفترة المقبلة في دعم الجهود الرامية نحو تعزيز مستقبل قطاع الطيران ودعم المنظمة في تطبيق أهدافها الإستراتيجية العالمية، لتهدف لترسيخ مكانة المملكة كمركز لوجستي عالمي أساسي ومحوري، بالتكامل في وسائل وأنماط النقل الجوي، يأتي دور وزارة النقل البارز والملموس في توفير جميع السبل والمقومّات لتمكين قطاع السياحة من تحقيق مستهدفاته الزاهية، الذي يعد أحد القطاعات المهمة في المملكة التي تعكس صورتها المشرقة للعالم، خاصة وأن القطاع السياحي يحظى باهتمام ومتابعة ودعم من لدن القيادة الرشيدة -رعاها الله- حيث تعمل على تمهيد وتوسعة شبكات النقل الجوي، وتسهيل وتعزيز حركة النقل من خلالنا، إلى جانب الوصول إلى 330 مليون مسافر بحلول عام 2030م، وزيادة عدد الوجهات لأكثر من 250 وجهة دولية، وإطلاق ناقل وطني جديد. وهو الأمر الذي يعكس النهضة التنموية والاقتصادية التي تشهدها مملكتنا في العصر الحالي. وهذا يتبلور في نجاح المملكة في الحصول بجدارة على مقعد في منظمة الإيكاو بخطى من الخطوات الثابتة نحو الوصول إلى مستهدفات رؤى سمو سيدي الأمير محمد حفظة الله 2030 ، كنقاط بارزة لتؤرّخ بخطى ممنهجة نحو تخطيط بعيد الأمد من وزارة النقل من قبل الداعم معالي وزير النقل المهندس صالح الجاسر - حفظه الله- لنحلق في أعالي السماء. لنعتز ونفتخر بكوننا جزءاً من هذا الكيان. لتحقيق المزيد من المستهدفات الجوهرية نحو رؤى سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان -حفظة الله - نحو مستقبل مزهر ونير ومشرق تتسع حقوله وميادينه بالفرص والمكتسبات الكثيرة القيمة.